للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأظنه كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا قَالَ وَكَانَ يَقُول الشَّيْء وَيُشِير بِهِ فَينزل الْقُرْآن بموافقته فاذا نزل الْأَمر الديني بموافقة قَوْله فَكَذَلِك وُقُوع الْأَمر الكوني القدرى مُوَافقا لقَوْله فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي أَنه كَانَ يَقُول قد كَانَ فِي الْأُمَم قبلكُمْ محدثون فان يكن فِي أمتِي أحد مِنْهُم فعمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ ابْن وهب تَفْسِير محدثون ملهمون وَفِي صَحِيح البخارى عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله لقد كَانَ فِيمَن كَانَ قبلكُمْ من بني اسرائيل رجال يعلمُونَ من غير أَن يَكُونُوا أَنْبيَاء فان يكن فِي أمتِي مِنْهُم أحد فعمر وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ وَافَقت رَبِّي فِي ثَلَاث فِي مقَام إِبْرَاهِيم وَفِي الْحجاب وَفِي اساري بدر وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ عمر وَافقنِي الله فِي ثَلَاث أَو وَافقنِي رَبِّي فِي ثَلَاث قلت يَا رَسُول الله لَو اتَّخذت مقَام إِبْرَاهِيم مصلى وَقلت يَا رَسُول الله يدْخل عَلَيْك الْبر والفاجر فَلَو أمرت أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ بالحجاب فَأنْزل الله آيَة الْحجاب وَبَلغنِي معاتبة النَّبِي بعض نَسْأَلهُ فَدخلت عَلَيْهِنَّ فَقلت ان انتهيتن أَو ليبدلن الله رَسُوله خيرا مِنْكُن حَتَّى أتيت أحدى نِسَائِهِ فَقَالَت يَا عمر أما فِي رَسُول الله مَا يعظ نِسَاءَهُ حَتَّى تعظهن أَنْت فَأنْزل الله عز وَجل عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن الْآيَة وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنه لما قَامَ ليصلى على عبد الله بن أبي بن أبي سلول رَأس الْمُنَافِقين قَامَ عمر فَأخذ ثَوْبه وَقَالَ يَا رَسُول الله أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَقد نهاك الله أَن تصلي عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُول الله إِنَّمَا خيرني الله فَقَالَ اسْتغْفر لَهُم أَو لَا تستغفر لَهُم إِن تستغفر لَهُم سبعين مرّة فَلَنْ يغْفر الله لَهُم وسأزيد على السّبْعين وَصلى رَسُول الله فَأنْزل الله عز وَجل وَلَا تصل على أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا وَلَا تقم على قَبره فَترك الصَّلَاة عَلَيْهِم فَإِذا كَانَت هَذِه مُوَافقَة عمر لرَبه فِي شَرعه وَدينه وينطق بالشَّيْء فَيكون هُوَ الْمَأْمُور الْمَشْرُوع فَكَذَلِك لَا يبعد مُوَافَقَته لَهُ تَعَالَى فِي قَضَائِهِ وَقدره ينْطق بالشَّيْء فَيكون هُوَ المقضى الْمَقْدُور فَهَذَا لون والطيرة لون وَكَذَلِكَ جرى لَهُ تطير مَعَ رجل آخر ساله عَن اسْمه فَقَالَ ظَالِم فَقَالَ ابْن من قَالَ ابْن سَارِق قَالَ تظلم أَنْت وَيسْرق أَبوك وَذكر الْمَدَائِنِي عَن أبي صفرَة وَهُوَ أَبُو الْمُهلب أَنه ابْتَاعَ سلْعَة بِتَأْخِير من رجل من بني سعد فَأَرَادَ أَن يشْهد عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا اسْمك قَالَ ظَالِم قَالَ ابْن من قَالَ ابْن سراق قَالَ لَا وَالله لَا يكون عَلَيْك شَيْء أبدا

فصل وَأما محبَّة النَّبِي التَّيَمُّن فِي تنعله وَترَجله وَطهُوره وشأنه كُله

فَلَيْسَ هَذَا من بَاب الفأل وَلَا التطير بالشمال فِي شَيْء وَلَكِن تَفْضِيل الْيَمين على الشمَال فَكَانَ يُعجبهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>