للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَي حَلَالا فاستحلوا مَا حرم الله فَإِذا بعث الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة خَرجُوا مُسْرِعين إِلَّا أَكلَة الرِّبَا فَإِنَّهُم يقومُونَ ويسقطون كَمَا يقوم المصروع كلما قَامَ صرع لأَنهم لما أكلُوا الرِّبَا الْحَرَام فِي الدُّنْيَا أرباه الله فِي بطونهم حَتَّى أثقلهم يَوْم الْقِيَامَة فهم كلما أَرَادوا النهوض سقطوا ويريدون الْإِسْرَاع مَعَ النَّاس فَلَا يقدرُونَ وَقَالَ قَتَادَة إِن آكل الرِّبَا يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة مَجْنُونا وَذَلِكَ علم لأكلة الرِّبَا يعرفهُمْ بِهِ أهل الْموقف وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لما أسرِي بِي مَرَرْت بِقوم بطونهم بَين أَيْديهم كل رجل مِنْهُم بَطْنه مثل الْبَيْت الضخم قد مَالَتْ بهم بطونهم منضدين على سابلة آل فِرْعَوْن وَآل فِرْعَوْن يعرضون على النَّار غدوا وعشيا قَالَ فيقبلون مثل الْإِبِل المنهزمة لَا يسمعُونَ وَلَا يعْقلُونَ فَإِذا أحس بهم أَصْحَاب تِلْكَ الْبُطُون قَامُوا فتميل بهم بطونهم فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يبرحوا حَتَّى يَغْشَاهُم آل فِرْعَوْن فيردونهم مُقْبِلين ومدبرين فَذَلِك عَذَابهمْ فِي البرزخ بَين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت يَا جِبْرِيل من هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين يَأْكُلُون الرِّبَا لَا يقومُونَ إِلَّا كَمَا يقوم الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس وَفِي رِوَايَة قَالَ لما عرج بِي سَمِعت فِي السَّمَاء السَّابِعَة فَوق رَأْسِي رعداً وصواعق وَرَأَيْت رجَالًا بطونهم بَين أَيْديهم كالبيوت فِيهَا حيات وعقارب ترى من ظَاهر بطونهم فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيل فَقَالَ هَؤُلَاءِ أَكلَة الرِّبَا

<<  <   >  >>