للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَآخَرُونَ عمِلُوا على وَجه الْحيَاء من الله سُبْحَانَهُ استحيوه فِي ليلهم ونهارهم اذا غلقت الابواب وارخيت الستور عَلَيْهِم لما ايقنوه انه هُوَ الَّذِي يَلِي عرضهمْ ومساءلتهم

فاستحيوا من كل قَبِيح يَعْمَلُونَهُ فِي سرائرهم حَتَّى كَأَنَّهُمْ ينظرُونَ اليه وَلما استيقنوا بنظره اليهم قَالُوا سَوَاء علينا نظر الينا اَوْ نَظرنَا اليه وايقنوا انه اقْربْ اليهم من حَبل الوريد

فَلَمَّا ايقنوا بذلك حَال يقينهم بَينهم وَبَين مَثَاقِيل الذَّر وموازين الْخَرْدَل مِمَّا يكره المطلع عَلَيْهِم وَكَانَ الْحَائِل بَينهم وَبَين اعْتِقَاد الْقلب على شَيْء مِمَّا يكره سيدهم معرفتهم بِأَنَّهُ مطلع فِي ضمائرهم وَينظر اليهم فِي كل حَرَكَة تكون مِنْهُم وكل سُكُون وكل خطرة وكل طرفَة عين وكل همة وكل ارادة وكل نِيَّة وكل محبَّة وكل شَهْوَة

واما نَحن فَلم يهيجنا على عَملنَا التَّعْظِيم لَهُ وَلم تهيجنا رغبتنا فِي عَظِيم الثَّوَاب فنتقرب بِحسن الفعال وَلم تدعنا الرهبة من الْعقَاب الى ترك مساوىء الاعمال وَلم يحل الْحيَاء مِنْهُ بَيْننَا وَبَين قَبِيح الاعمال فِيمَا بَيْننَا وَبَينه

فنسأل الله المنان الَّذِي من عَلَيْهِم ان يمن علينا بِمَا من بِهِ عَلَيْهِم وان يهب لنا مثل فعالهم فَإِنَّهُ فعال لما يُرِيد

وَقَالَ الصدْق عِنْد العَبْد على قدر ارادته وَالشُّكْر عِنْده على قدر موقع النِّعْمَة مِنْهُ

<<  <   >  >>