للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعرفته أَن يكون بدؤه بالافتقار الى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَلَا يكون كالتألي على الله

والتوكل أَن ينْفَرد بإشعار قلبه فِي تَفْوِيض الْمقدرَة الى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والتبري من الْحول وَالْقُوَّة أَولا تسمع الى قَوْله تَعَالَى {وَلَا تقولن لشَيْء إِنِّي فَاعل ذَلِك غَدا إِلَّا أَن يَشَاء الله} فَهَذَا زِيَادَة على التَّوَكُّل امْر أَمرك الله بِهِ وَقَوله تَعَالَى {وشاورهم فِي الْأَمر فَإِذا عزمت فتوكل على الله} والمشورة من الْحَاجة لَا من الْغنى أَمر الله نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَسْتَعِين بِمن لَيْسَ هُوَ مثله وَأَن تبقى سنته سنة لمن هُوَ بعده

فَكيف بِمن هُوَ مثلي وَمثلك إِذا سَهَا عَن الله فِيمَا لَا يَسعهُ إِلَّا التضرع اليه

أَولا تسمع الى قَوْله عز وَجل فِي قصَّة يَعْقُوب {إِن الحكم إِلَّا لله عَلَيْهِ توكلت} فَكَانَ عَاقِبَة يَعْقُوب تَمام مَا أَرَادَ

وَقَول يُوسُف {قَالَ رب السجْن أحب إِلَيّ مِمَّا يدعونني إِلَيْهِ وَإِلَّا تصرف عني كيدهن أصب إلَيْهِنَّ وأكن من الْجَاهِلين فَاسْتَجَاب لَهُ ربه فصرف عَنهُ كيدهن} وَتمّ لَهُ أمره حِين أخرج نَفسه من الْقُدْرَة واقر بالافتقار وفوض الامر الى ربه

<<  <   >  >>