وَقد تتبعت هَذَا فَمَا وجدت أحدا يُوصي لأولاده أَوْلَاده أَو ينذر عَلَيْهِم إِلَّا وَمَعَهُ بَنَات أَو لَهُ ميل إِلَى بعض الْأَوْلَاد دون بعض وَلَا يَفْعَلُونَ ذَلِك لمقصد صَالح إِلَّا فِي أندر الْحَالَات وأقلها
وَمن جملَة هَذِه الْوَصَايَا الطاغوتية وَالنُّذُور الشيطانية مَا يَفْعَله كثير من النَّاس من النذور والوصايا على قبُول الْأَمْوَات فَإِنَّهُ لَا مقصد لَهُم بذلك إِلَّا استجلاب الْخَيْر واستدفاع الشَّرّ من صَاحب الْقَبْر وَهُوَ قد صَار بَين أطباق الثرى يعجز عَن نفع نَفسه فضلا عَن نفع غَيره
فَلَا يَصح شئ من ذَلِك بل يتَوَجَّه على أهل الولايات صرفه فِي مصَالح الْمُسلمين ويعرفون النَّاس بقبح مَا يصنعونه من ذَلِك وَأَنه من الْأُمُور الَّتِي لَا يحل اعتقادها وَأَن الضّر والنفع واستجلاب الْخَيْر واستدفاع الشَّرّ بيد الله عز وَجل لَيْسَ لغيره فِيهِ حكم وَلَا لَهُ عَلَيْهِ اقتدار