للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رفع هَذِه القباب وتزيين هَذِه الْقُبُور بعض السّلف

فَلَا كثر الله فِي أهل الْعلم من أَمْثَال من اسْتحْسنَ مُخَالفَة الشَّرْع من السّلف الَّذين صرتم تَقولُونَ عَلَيْهِم بِمَا لم يقولوه فَإِنَّهُ إِذا صَحَّ مَا تزعمونه من أَنه اسْتحْسنَ ذَلِك بعض السّلف فَلَا حجَّة فِي اسْتِحْسَان من اسْتحْسنَ مُخَالفَة الشَّرْع كَائِنا من كَانَ فَإِنَّهُ أَو مُبْتَدع ومخالف للشَّرْع وعاص لله وَلِرَسُولِهِ وللشريعة المطهرة

وَلَقَد تزلزل بِهَذَا السَّبَب أَقْدَام كثير من الْعباد عَن الْإِسْلَام وَذهب بِهَذِهِ الذريعة إِيمَان جَمَاهِير من الْأَنَام فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون

فَإِنَّهَا لَو كَانَت الْقُبُور على الصّفة الَّتِي شرعها الله وَعلمهَا الْأمة رَسُول الله لم يحدث من هَذِه الاعتقادات الْفَاسِدَة شئ وَلَا يشك عَاقل أَن أعظم مَا أَدخل فَاسد الِاعْتِقَاد فِي صُدُور كثير من الْعباد هُوَ هَذَا الْأَمر مَعَ سكُوت الْعلمَاء عَن الْبَيَان الَّذِي أَمرهم الله بِهِ ومجاملتهم للعامة إِمَّا مَعَ علمهمْ بِمَا فِي هَذَا الْأَمر من الْخطر أَو مَعَ غَلَبَة الْعَادَات الطارئة عَلَيْهِم لما عِنْدهم من الْعلم حَتَّى ذهب ذَلِك بِمَا يعلمونه ومحق بركته وأبطل ثَمَرَته

وَمِمَّا أحكيه لَك أَنه كَانَ يبلغنِي وَأَنا فِي الطّلب للْعلم والاشتغال بِهِ مَا يصنعه أهل الْقطر التهامي من الِاجْتِمَاع لزيارة جُمُعَة من المعتقدين لديهم وَمَا يحدث مِنْهُم عِنْد ذَلِك من النهيق الَّذِي لَا يعود صَاحبه إِلَى الْإِسْلَام سالما مَعَ عدم إِنْكَار من بِتِلْكَ الديار من الْعلمَاء بل كَانَ الْكثير مِنْهُم يحْضرُون تِلْكَ المجامع وَيشْهدُونَ تِلْكَ الزيارات فَتكون الْمُنْكَرَات وَمَا يحدث من أَنْوَاع الشّرك بمرأى مِنْهُم ومسمع فَكتب رِسَالَة إِلَى الْعلمَاء من أهل تِلْكَ الديار على يَد رجل من أهل الْعلم الراحلين إِلَى هُنَالك فَلَمَّا عَاد أَخْبرنِي بِمَا حصل من الاستنكار مِنْهُم لما كتبته إِلَيْهِم وَعدم الِاعْتِدَاد بِهِ والالتفات إِلَيْهِ فَقضيت من ذَلِك الْعجب

ثمَّ لما ولى الْقَضَاء بِبَعْض البيادر التهامية بعض عُلَمَاء صنعاء الأكابر وشاهدُ

<<  <   >  >>