للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

تَفْسِيرُ نَسَبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ذَكَرْنَا فِي كِتَابِ التّعْرِيفِ وَالْإِعْلَامِ بِمَا أُبْهِمَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْأَعْلَامِ «١» مَعَانِيَ بَدِيعَةً، وَحِكْمَةً مِنْ اللهِ بَالِغَةً فِي تَخْصِيصِ نَبِيّهِ مُحَمّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ: مُحَمّدٍ وَأَحْمَدَ، فَلْتَنْظُرْ هُنَاكَ، وَلَعَلّنَا أَنْ نَعُودَ إلَيْهِ فِي بَابِ مَوْلِدِهِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ- إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.

عَبْدُ الْمُطّلِبِ:

وَأَمّا جَدّهُ عَبْدُ الْمُطّلِبِ، فَاسْمُهُ عَامِرٌ فِي قَوْلِ ابْنِ قُتَيْبَةَ «٢» ، وَشَيْبَةُ فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ «٣» وَغَيْرِهِ، وَهُوَ الصّحِيحُ. وَقِيلَ: سُمّيَ شَيْبَةُ لِأَنّهُ وُلِدَ، وَفِي رَأْسِهِ شَيْبَةٌ «٤» ، وَأَمّا غَيْرُهُ مِنْ الْعَرَبِ مِمّنْ اسْمُهُ شَيْبَةُ، فَإِنّمَا قصد فى تسميتهم


(١) فى نكت الهميان للصفدى: والأعلام.
(٢) ذكر رأيه هذا فى كتابه المعارف، وتابعه عليه صاحب القاموس المجد الشيرازى.
(٣) وكذلك ذكر ابن دريد فى الاشتقاق، والطبرى فى تاريخه. وذكر ابن دريد: أنه مشتق من قولهم: شاب شيبة حسنة، وشيبا حسنا. ثم قال: وأحسب أن اشتقاق الشيب من اختلاط البياض بالسواد من قولهم: شبت الشئ بالشئ أشوبه شوبا إذا خلطته.
(٤) وهو رأى القسطلانى فى المواهب اللدنية، وقد جزم به فى شرحه للبخارى. ويذكر شارح المواهب أن أباه أوصى أمه بذلك. ثم ذكر تعليلا لإضافة شيبة إلى الحمد: إنه رجاء أن يكبر ويشيخ، ويكثر حمد الناس له. ويقول الطبرى عن سبب تسميته بشيبة: كان فى رأسه شيبة. ويقول ابن دريد أن المطلب أصله مطتلب على وزن مفتعل بكسر العين، وأن اشتقاقه من الطلب، ويقول القسطلانى فى المواهب: وإنما قيل له عبد المطلب؛ لأن أباه هاشما قال لأخيه-

<<  <  ج: ص:  >  >>