للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جَعْفَرٌ الْخَوَّاصُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن الْحُسَيْن قَالَ حَدثنِي هرون بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلا يُحَدِّثُ عَنْ وَهْبٍ قَالَ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ دَيْرٌ وَكَانَ فِيهِ قَوْمٌ عُبَّادٌ وَكَانَ لَهُمْ عِيدٌ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ فَخَرَجُوا يَوْمًا فِي عِيدِهِمْ فَنَظَرَ رَجُلٌ مِنَ الْعُبَّادِ إِلَى جَارِيَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَعَبِّدَةٍ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَدْ أَحَدَّ النَّظَرَ إِلَيْهَا قَالَتْ وَهِيَ لَا تُوهِمُهُ أَنَّهُ يُرِيدُهَا سُبْحَانَ الَّذِي أَضَاءَ الْعُيُونَ فَأَبْصَرَتْ وَهِيَ مُتَعَرِّضَةٌ إِلَى مَا حُرِّمَ عَلَيْهَا فَخَرَّ الْحَبْرُ لِوَجْهِهِ سَاجِدًا وَجَعَلَ يَقُولُ سَيِّدِي لَا تَسْلُبْنِي بَصَرِي عُقُوبَةً مِنْكَ لِنَظَرِي فَوَعِزَّتِكَ لأَبْكِيَنَّ بَعْدَهَا مَا أَطَاقَتِ الْبُكَاءَ عَمِيَتْ أَمْ لَمْ تَعْمَ فَبَكَى حَتَّى عَمِيَ

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بن الْفضل ابْن الْحَسَنِ الأَدَمِيُّ وَأَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّقَّاشُ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَاعِظَ قَالَ سَمِعْتُ خَيْرًا النَّسَّاجُ يَقُولُ كُنْتُ مَعَ أَبِي حَمْزَةَ بِالشَّامِ فَإِذَا نَحْنُ بِصَوْمَعَةِ رَاهِبٍ بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَمِصْرَ فَسَمِعْتُ بُكَاءَهُ وَشَهِيقَهُ فَنَادَاهُ أَبُو حَمْزَةَ ثَلاثًا فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو حَمْزَةَ سَأَلْتُكَ بِحَقِّ مَنْ يَجِبُ لَهُ الْحَقُّ عَلَيْكَ إِلا كَلَّمْتَنِي

فَقَالَ بِصَوْتٍ ضَعِيفٍ وَمَا يَدْعُوكَ إِلَى كَلامِي فَقَالَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ عَرَضَتْ لِي

فَقَالَ إِنِّي لَفِي شُغُلٍ عَنْ مَسْأَلَتِكَ وَكَلامِكَ فَامْضِ رَاشِدًا عَافَاكَ اللَّهُ

فَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ أَرِنِي وَجْهَكَ فَقَالَ وَمَا تَصْنَعُ بِالنَّظَرِ إِلَى مَنْ اصيب من النّظر فَقَالَ أَحْبَبْت أَنْ أُشَافِهَكَ بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ جَوَابَ مَسْأَلَتِكَ فَاسْأَلْ حَتَّى أُخْبِرَكَ وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ النَّظَرَ فَامْضِ لِشَأْنِكَ فَقَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّ بِي مُصِيبَةً

قَالَ وَمَا مُصِيبَتُكَ فَقَالَ إِنِّي اطَّلَعْتُ مِنْ صَوْمَعَتِي هَذِهِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَوَقَعَتْ عَيْنِي عَلَى شَخْصٍ فَأَفْسَدَ قَلْبِي وَأَنَا فِي عِلاجِهِ وَجِهَادِهِ مُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى وَقْتِي مَا عَلِمْتُ

<<  <   >  >>