للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقُلْتُ خُذُونِي تَعُودُوا الْعَلِيلَ وَأَعُودُ الصَّحِيحَ فَمَضَيْنَا فَوَجَدْنَا فَتًى مُلْقًى عَلَى سَرِيرٍ وَفَتًى مُنْكَبًّا عَلَيْهِ يَذُبُّ عَلَيْهِ وَيَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ فَلَمَّا رَآنَا فَرَّجَ لَنَا عَنْ صَاحِبِهِ فَجَلَسَ أَصْحَابِي حَوْلَهُ وَجَلَسْتُ بِإِزَاءِ الصَّحِيحِ فَكَانَ الْعَلِيلُ إِذَا قَالَ أُوهْ مِنْ فَخْذِي قَالَ الصَّحِيحُ أُوهْ مِنْ فَخْذِي وَإِذَا قَالَ أُوهْ مِنْ يَدِي قَالَ الصَّحِيحُ أُوهْ مِنْ يَدِي إِلَى أَنْ قَالُوا قَدْ قَضَى رَحِمَهُ اللَّهُ فَشَدَّ أَصْحَابِي لَحْيَ الْعَلِيلِ وَشَدَدْتُ لَحْيَ الصَّحِيحِ فَمَا بَرِحْنَا حَتَّى دَفَنَّاهُمَا رَحِمَهُمَا اللَّهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُعَمَّرِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْدَهْ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ قَالَ اشْتَرَى ابْنُ الْمُبَارَكِ جَارِيَةً فَأَحَبَّهَا فَحَجَّ فَكَتَبَ إِلَيْهَا

هَبَّتِ الرِّيحُ مِنَ الشَّرْقِ ... فَجَائَتْنِي بِرِيحِكِ فَتَنَشَّقْتُ نَسِيمَ ... الْعَيْشِ مِنْ طِيبِ نُفُوحِكِ

فَتَوَهَّمْتُكِ حَتَّى ... خِلْتُنِي بَيْنَ كُشُوحِكِ

كَيْفَ أَنْسَاكِ وَرُوحِي ... صُنِعَتْ مِنْ جِنْسِ رُوحِكِ

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْجَوْهَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ حَيُّوَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ خَلَفٍ قَالَ أَخْبرنِي عَليّ بن صَالح ابْن نَصْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سُئِلَ ذُو الرَّيَاسَتَيْنِ عَنِ الْمَوَدَّةِ فَقَالَ إِذَا تَقَارَبَتْ جَوَاهِرُ النُّفُوسِ بَوَصْلِ الْمُشَاكَلَةِ ثَقَبَتْ لَمْحَةَ نُورٍ سَاطِعٍ فِي عَالِمِ الرُّوحِ فَبَثَّتْهُ فِي أَقْطَارِهَا تَسْتَضِيءُ بِهِ نَوَاظِرُ الْعَقْلِ وَتَهْتَزُّ لإِشْرَاقِهِ طَبَائِعُ الْحَيَاةِ فَيُتَصَوَّرُ مِنْ ذَلِكَ خَلْقٌ خَاصٌّ بِالنَّفْسِ يتَّصل بجورها يُسَمَّى الْوُدُّ قَالَ ابْنُ خَلَفٍ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدَةَ الْمَوَّدَةُ تَعَاطُفُ الْقُلُوبِ وَائْتِلافُ الأَرْوَاحِ

<<  <   >  >>