للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَنَّ أَبَا الْبِلادِ وَهُوَ بِشْرُ بْنُ عَلاءٍ أَخُو بَنِي طُهَيَّةَ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي سَوْدٍ كَانَ فِي الشَّرَفِ مِنْ قَوْمِهِ وَكَانَ يَتِيما فِي حجر عَمه وَكَانَ لِعَمِّهِ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا سَلْمَى وَكَانَت أجمل فتاة بِنَجْد مَشْهُودَة بِذَلِكَ فَعَلِقَهَا أَبُو الْبِلادِ وَعَمُّهُ لَا يَشْعُرُ بِذَلِكَ وَكَانَ يَهَابُ عَمَّهُ أَنْ يَخْطُبَهَا إِلَيْهِ فَغَابَ أَبُو الْبِلادِ غَيْبَةً فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا أَحَدَ بَنِي عَمِّهَا وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا الْبِلادِ فَذُهِلَ عَقْلُهُ فَأَتَى الْخِبَاءَ الَّذِي تَكُونُ بِهِ سَلْمَى كَمَا كَانَ يَأْتِي فَرَأَتْ سَلْمَى فِي وَجْهِهِ صُفْرَةً وَرَأَتْ بِهِ زَمْعًا فَحَسِبَتْ أَنَّهُ جَائِعٌ فَدَفَعَتْ إِلَيْهِ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ جَفْنَةً فِيهَا طَبِيخٌ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ قَدْ رَاحَ بِهِ رِعَاؤُهُمْ فَطَفِقَ يَأْكُلُ أَكْلَ مَسْلُوسٍ فَظَنَّتِ الْفَتَاةُ أَنَّهُ عَرَضَ لَهُ عَارِضٌ مِنَ الْجِنِّ فَخَرَجَتْ مِنْ كَسْرِ الْبَيْتِ تُرِيدُ أُخْتَهَا لَيْلَى وَسَمِعَ حَفِيفَ ثَوْبِهَا فَخَرَجَ مُعَارِضًا لَهَا بِالسِّيفِ فَضَرَبَهَا عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهَا فَقَتَلَهَا

وَقَدْ نُقِلَتْ إِلَيْنَا هَذِهِ الْحِكَايَةُ أَبْسَطَ مِنْ هَذَا

أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الْعَامِرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَشْيَاخٌ مِنْ بَنِي سعد وَمَالك ابْنا زَيْدِ مَنَاةَ عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِمْ أَدْرَكُوا ذَلِكَ الدَّهْرَ أَنَّ أَبَا الْبِلادِ وَهُوَ بِشْرُ بْنُ الْعَلاءِ أَحَدُ بَنِي طُهَيْةَ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي سَوْدٍ كَانَ فِي شَرَفٍ مِنْ قَوْمِهِ وَكَانَ يَتِيمًا مِنْ أُمِّهِ وَكَنَفَهُ عَمُّهُ وَكَانَ اسْم عَمه حنيف بن عرو وَكَانَ عِنْده أثر من وَالِده وَكَانَتْ لِعَمِّهِ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا سَلْمَى وَكَانَتْ أَحْسَنَ فَتَاةٍ بِنَجْدٍ مَشْهُورَةٌ بِذَلِكَ وَكَانَ يَهَابُ عَمَّهُ أَنْ يَخْطُبَهَا إِلَيْهِ فَغَابَ غَيْبَةً فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا أَحَدَ بَنِي عَمِّهَا وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا الْبِلادِ فَذُهِلَ عَقْلُهُ وَإِنَّهُ أَتَى الْخِبَاءَ الَّذِي تَكُونُ بِهِ سَلْمَى كَمَا كَانَ يَأْتِي فرأت سلم فِي وَجْهِهِ صُفْرَةً

<<  <   >  >>