للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَحَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ السَّمَّاكِ عَنِ امْرَأَةٍ كَانَتْ تَسْكُنُ الْبَادِيَةَ قَالَ سَمِعْتُهَا تَقُولُ لَوْ تَطَالَعَتْ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ بِفِكْرِهَا إِلَى مَا ادُّخِرَ لَهَا فِي حُجُبِ الْغُيُوبِ مِنْ خَيْرِ الأَجْرِ لَمْ يَصْفُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا عَيْشٌ وَلَمْ تَقَرَّ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا عَيْنٌ

أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ خَلَفٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ يَقُولُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ خِضْرَوَيْهِ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَإِذَا امْتَلأَتْ مِنَ الْحَقِّ أَظْهَرَتْ زِيَادَةَ أَنْوَارِهَا عَلَى الْجَوَارِحِ وَإِذَا امْتَلأَتْ مِنَ الْبَاطِلِ أَظْهَرَتْ زِيَادَةَ ظُلْمِهَا عَلَى الْجَوَارِحِ

قَالَ السُّلَمِيُّ وَسَمِعْتُ ابْنَ عُلْوَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ قَالَ أَبُو تُرَابٍ لَيْسَ مِنَ الْعِبَادَاتِ شَيْءٌ أَنْفَعُ مِنْ إِصْلاحِ خَوَاطِرِ الْقُلُوبِ

قَالَ السُّلَمِيُّ وَسَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ قَالَ أَبُو الْخَيْرِ التَّيْنَاتِيُّ حَرَامٌ عَلَى قَلْبٍ مَأْسُورٍ بِحُبِّ الدُّنْيَا أَنْ يَسِيحَ فِي رُوْحِ الْغَيْبِ

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ طَلَبَ الْمُلُوكُ شَيْئًا فَفَاتَهُمْ وَطَلَبْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ مَا يَجُوزُ هَمِّي كِسَائِي هَذَا

وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُرْتَعِشُ مَا نَفَعَنِي مِنَ الْعِبَادَاتِ شَيْءٌ مَا نَفَعَنِي جَمْعُ الْهِمَّةِ

وَسُئِلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَلامَةِ الْقَلْبِ فَقَالَ الْعُزْلَةُ وَالصَّمْتُ وَتَرْكُ اسْتِمَاعِ خَوْضِ النَّاسِ وَلا يَعْقِدُ الْقَلْبُ عَلَى ذَنْبٍ وَلا عَلَى حِقْدٍ وَيَهَبُ لِمَنْ ظَلَمَهُ حَقَّهُ

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْعَنْبَرِيُّ وَقَدْ وَدَّعَ مَحْبُوبًا لَهُ

أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ قَلْبًا مُذْ فُجِعْتُ بِهِ ... وَبِالأَحِبَّةِ لَمْ أَسْكُنْ إِلَى سَكَنِ

قَدْ كَانَ يَحْمِلُ مِنْ هَمِّي وَمِنْ حَزَنِي ... مَا لَيْسَ يَحْمِلُهُ رُوحِي وَلا بَدَنِي

لَا عُدْتُ إِنْ عَادَ لِي قَلْبِي أُعَذِّبُهُ ... بِالْحُسْنِ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ جَاءَ مِنْ حَسَنِ

<<  <   >  >>