للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِذا خَرجُوا إِلَى الْمَقَابِر أَن يَقُول قَائِلهمْ: السَّلَام عَلَيْكُم أهل الديار من الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون، نسْأَل الله لنا وَلكم الْعَافِيَة " وَفِي سنَن ابْن مَاجَه عَن عَائِشَة أَنَّهَا فقدت النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَإِذا هُوَ بِالبَقِيعِ فَقَالَ: " السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين، أَنْتُم لنا فرط وَإِنَّا بكم لاحقون، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمنَا أجرهم وَلَا تفتنا بعدهمْ " أهـ من الوابل الصيب، وَفِي الْأَذْكَار: وروينا فِي كتاب التِّرْمِذِيّ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: مر رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بقبور الْمَدِينَة فَأقبل عَلَيْهِم بِوَجْهِهِ فقاله: " السَّلَام عَلَيْكُم يَا أهل الْقُبُور يغْفر الله لنا وَلكم وَأَنْتُم سلفنا وَنحن بالأثر "، قَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.

فصل فِي بدع زِيَارَة الْقُبُور وَتَحْرِيم رَفعهَا وَبِنَاء القباب عَلَيْهَا

أما قراءتهم آيَة {وَلَو أَنهم إِذْ ظلمُوا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله} الْآيَة عِنْد قبر رَسُول الله، فَهَذَا ضلال، لِأَن ذَلِك كَانَ فِي حَيَاته [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَأما بعد مماته بِأبي هُوَ وَأمي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَلم يفعل هَذَا أحد من الصَّحَابَة وَلَا غَيرهم، وَالَّذِي يَحْكِي أَنه فعل ذَلِك رجل أَعْرَابِي وحكايته غير صَحِيحَة وموضوعة، وَإِن صحت فقد خالفها سَائِر الصَّحَابَة الَّذين هم أعلم النَّاس بِمَا يُحِبهُ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَهُوَ طول حَيَاته يَقُول وَيعلم مَا قدمْنَاهُ فالاقتصار عَلَيْهِ هُوَ الدّين وَالزِّيَادَة عَلَيْهِ ابتداع مَرْدُود. وَكَذَا قَوْلهم: السَّلَام عَلَيْك يَا ولي الله، الْفَاتِحَة زِيَادَة فِي شرف النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَالْأَرْبَعَة الأقطاب والأنجاب والأوتاد وَحَملَة الْكتاب والأغواث وَأَصْحَاب السلسلة وَأَصْحَاب التصريف والمدركين بالكون وَسَائِر أَوْلِيَاء الله على الْعُمُوم كَافَّة جمعا يَا حَيّ يَا قيوم؛ وَيقْرَأ الْفَاتِحَة وَيمْسَح وَجهه بيدَيْهِ وينصرف بظهره - لَا شكّ أَن هَذَا

<<  <   >  >>