للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَا هُوَ موسم من مواسم الْإِسْلَام كالجمع والأعياد الَّتِي رسمها لنا الشَّارِع، صلوَات الله وتسليماته عَلَيْهِ وعَلى سَائِر إخوانه من الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ، فَفِي هَذَا الشَّهْر ولد [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَفِيه توفّي، فلماذا يفرحون بميلاده وَلَا يَحْزَنُونَ لوفاته؟ فاتخاذ مولده موسما، والاحتفال بِهِ بِدعَة مُنكرَة ضَلَالَة لم يرد بهَا شرع وَلَا عقل، وَلَو كَانَ فِي هَذَا خير فَكيف يغْفل عَنهُ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَسَائِر الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وتابعيهم، وَالْأَئِمَّة وأتباعهم؟ لَا شكّ أَن مَا أحدثه إِلَّا المتصوفون الأكالون البطالون أَصْحَاب الْبدع، وَتبع النَّاس بَعضهم بَعْضًا فِيهِ إِلَّا من عصمه الله ووفقه لفهم حقائق دين الْإِسْلَام.

ثمَّ أَي فَائِدَة تعود وَأي ثَوَاب فِي هَذِه الْأَمْوَال الباهظة الَّتِي تعلق بهَا هَذِه التَّعَالِيق وتنصب بهَا هَذِه السرادقات وتضرب بهَا الصواريخ؟ وَأي رضَا لله فِي اجْتِمَاع الرقاصين والرقاصات والمومسات والطبالين والزمارين، واللصوص والنشالين، وَالْحَاوِي والقرداتي، وَأي وَخير فِي اجْتِمَاع ذَوي العمائم الْحَمْرَاء والخضراء والصفراء والسوداء؟ أهل الْإِلْحَاد فِي أَسمَاء الله، والشخير والنخير، والصفير بِالْغَابَةِ، والدق بالبارات والكاسات، والشهيق والنعيق، بأح أح يَا ابْن الْمرة أم أم ان ان سبا بَينهَا، يَا رَسُول الله يَا صَاحب الْفَرح المدا آد يَا عَم يَا عَم، اللع اللع، كالقرود.

مَا فَائِدَة هَذَا كُله؟ فَائِدَته سخرية الإفرنج بِنَا وبديننا، وَأخذ صُورَة هَذِه الْجَمَاعَات لأهل أوروبا فيفهمون أَن مُحَمَّدًا [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- حاشاه حاشاه - كَانَ كَذَلِك هُوَ وَأَصْحَابه، فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، ثمَّ هُوَ خراب ودمار فَوق مَا فِيهِ النَّاس من فقر وجوع وَجَهل وأمراض فلماذا لَا تنْفق هَذِه الْأَمْوَال الطائلة فِي تأسيس مصانع يعْمل فِيهَا الألوف من العاطلين؟ أَو لماذا لَا تنْفق هَذِه النَّفَقَات الباهظة فِي إِيجَاد آلَات حربية تقاوم بهَا أَعدَاء الْإِسْلَام والأوطان؟

<<  <   >  >>