للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيا عباد الله شَيْء لَا هُوَ فِي كتاب الله وَلَا فِي سنة رَسُول الله، وَلَا فِي عبَادَة خلفائه، وَلَا أَصْحَابه وَلَا أَتْبَاعه كَيفَ تَعْبدُونَ بِهِ؟ وَالصَّحَابَة يَقُولُونَ كل عبَادَة لَا يتعبد بهَا أَصْحَاب مُحَمَّد [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَلَا تبعدوها. وَفِي مُسْند الشَّافِعِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " كَانَ من تَلْبِيَة رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : لبيْك إِلَه الْحق لبيْك " وَفِي رِوَايَة: " لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك، لبيْك لَا شريك لَك لبيْك " الخ، ثمَّ روى أَن سعد بن أبي وَقاص سمع بعض بني أَخِيه وَهُوَ يُلَبِّي، يَا ذَا المعارج، فَقَالَ سعد: إِنَّه لذُو المعارج، وَمَا هَكَذَا كُنَّا نلبي على عهد رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] أه. فاعتبروا يَا أولي الْأَلْبَاب، وَلَا تلتفتوا قطّ إِلَّا إِلَى مَا أنزل إِلَيْكُم من ربكُم، وَصَحَّ فِي الصِّحَاح وَالسّنَن عَن نَبِيكُم.

أما اعْتِقَادهم أَن لَيْلَة النّصْف هِيَ لَيْلَة الْقدر فَبَاطِل بِاتِّفَاق الْمُحَقِّقين من الْمُحدثين، وَقد أبْطلهُ الإِمَام ابْن كثير فِي تَفْسِيره، وَقَالَ الإِمَام ابْن الْعَرَبِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ: وَقد ذكر بعض الْمُفَسّرين أَن قَوْله تَعَالَى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} أَنَّهَا فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان، وَهَذَا بَاطِل، لِأَن الله لم ينزل الْقُرْآن فِي شعْبَان وَإِنَّمَا قَالَ: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر} وَلَيْلَة الْقدر فِي رَمَضَان، وَقَالَ تَعَالَى: {شهر رَمَضَان الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآن} فَهَذَا كَلَام من تعدى على كتاب الله وَلم يبال مَا تكلم بِهِ، وَنحن نحذركم من ذَلِك فَإِنَّهُ قَالَ أَيْضا: {فِيهَا يفرق كل أَمر حَكِيم} وَإِنَّمَا تقرر الْأُمُور للْمَلَائكَة فِي لَيْلَة الْقدر، الْمُبَارَكَة لَا فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان أه.

<<  <   >  >>