للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَضربُوا عُنُقه، فَدخل الْجنَّة " رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد.

أَيهَا النَّاس إِذا كَانَ هَذَا الرجل أَدخل النَّار فِي ذُبَاب قربه لغير الله، فَكيف يفعل الله بأصحاب عجل البدوي، وَهِي أُلُوف، ونابت أم هَاشم، وَهِي أُلُوف من الأرادب، وخرفان البيومي، وذبائح الْقَرنِي، وجريش العجمي، وقصعة شهَاب الدّين، وقناطير الذَّهَب الَّتِي تُوضَع فِي صناديقهم؟ اللَّهُمَّ الطف.

إخْوَانِي: أنصحكم وَأَنا لكم نَاصح أَمِين، أَن لَا تذبحوا، وَلَا تقربُوا، وَلَا تخْرجُوا من مالكم قَلِيلا، وَلَا كثيرا، وَلَا مِثْقَال ذرة إِلَّا أَن يكون ذَلِك خَالِصا لله وَحده لَا شريك لَهُ، وَلَا تعتقد أَيهَا الْمُسلم أَن النّذر لغير الله يجوز بِحَال من الْأَحْوَال، أَو أَن عَالما من الْعلمَاء المعتبرين قَالَ بِهِ. فإياك ثمَّ إياك أَن تنذر نذرا لأحد على وَجه الأَرْض. فَإِن كَانَ قد وَقع مِنْك ذَلِك جهلا، فَلَا تَظنن أَنَّك إِن لم تف بِنذر الشَّيْخ أَنه يَضرك، أَو يضر مَالك، أَو عِيَالك، أَو يُصِيب مِنْك مِثْقَال ذرة؛ لِأَن ولي الله لَا يكون ظَالِما، وَاعْلَم أَن الْأمة لَو اجْتمعت على أَن يضروك بِشَيْء لم يضروك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله عَلَيْك، وَاذْكُر قَول الله تَعَالَى لنَبيه: {قل لن يصيبنا إِلَّا مَا كتب الله لنا} ، وَقَوله: {مَا أصَاب من مُصِيبَة إِلَّا بِإِذن الله} ، وَقَوله: {مَا أصَاب من مُصِيبَة فِي الأَرْض وَلَا فِي أَنفسكُم إِلَّا فِي كتاب من قبل أَن نبرأها} ، وَاعْلَم أَن الرَّسُول ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) أمره الله أَن يَقُول للنَّاس: {قل إِنِّي لَا أملك لنَفْسي ضراً وَلَا نفعا إِلَّا مَا شَاءَ الله} ، {قل إِنِّي لَا أملك لكم ضرا وَلَا رشدا} ، وَلَا شكّ أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) سيد الْأَنْبِيَاء والأولياء، وَسيد ولد آدم، وَالْإِنْس وَالْجِنّ، وَمَعَ هَذَا كَانَ لَا يملك لنَفسِهِ ضراً وَلَا نفعا، وَلَا لغيره ضراً وَلَا رشدا، وَإِذا كَانَ كَذَلِك، فقد اتَّضَح لَك كالنهار أَن أهل الأَرْض جَمِيعًا لَا يملكُونَ لأَنْفُسِهِمْ، وَلَا لغَيرهم ضراً وَلَا نفعا. وَالنّذر هَذَا نذر مَعْصِيّة، فَلَا يُوفى بِهِ لحَدِيث: " من نذر أَن يُطِيع

<<  <   >  >>