للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خبر " إِن آدم لما رام الْقرب من حَوَّاء طلبت مِنْهُ الْمهْر فَقَالَ: يَا رب مَاذَا أعطيها؟ قَالَ: يَا آدم صل على صفي مُحَمَّد [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] عشْرين مرّة فَفعل " وَهَذَا كَالَّذي قبله لَيْسَ لَهُ أصل فِي كتاب من الْكتب الْمُعْتَمدَة، وَلم يجمع مثل هَذَا الْكَلَام فِي كِتَابه أحد من عُلَمَاء الحَدِيث أصلا، بل لَا تَجِد هَذَا إِلَّا فِي كتب المتصوفة وأرباب الطَّرِيق الَّذين لَا يفرقون بَين الصَّحِيح والموضوع من كَلَام الْمَعْصُوم [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] .

حَدِيث " أوحى الله إِلَى مُوسَى أتحبّ أَن لَا ينالك من عَطش يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ نعم. قَالَ فَأكْثر الصَّلَاة على مُحَمَّد [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] " هُوَ من الاسرائليات وَلَيْسَ لَهُ أصل فِي كتاب مُعْتَمد، وَلذَا لَا تَجدهُ إِلَّا فِي كتب المتصوفة الَّذين يروون الطَّامَّات بأسانيد أَوْهَى من بَيت العنكبوت.

قصَّة الظبية مَعَ الصياد، وَأَنَّهَا قَالَت لرَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : مر هَذَا أَن يخليني حَتَّى أذهب فأرضع أَوْلَادِي وأعود، وَأَنه قَالَ لَهَا: فَإِن لم تعودي. قَالَت: إِن لم أعد فلعنني الله كمن تذكر بَين يَدَيْهِ فَلَا يُصَلِّي عَلَيْك فضمنها الخ هَذِه قصَّة ظَاهِرَة الْكَذِب على رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَقد عزاها بَعضهم إِلَى الْحِلْية وَكم فِيهَا من طامات ورزايا وأباطيل وأكاذيب.

[فصل]

وَقد كَانَ الشَّيْخ مُحَمَّد السُّبْكِيّ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، كثيرا مَا يَقُول للنَّاس فِي دروسه مَا حَاصله: إِن أصح وأكمل مَا ورد فِي صفة الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] هُوَ: اللَّهُمَّ صلي على مُحَمَّد وَآله وَسلم. وَلذَا ترى جَمِيع تلاميذه لَا يصلونَ على النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) غَالِبا بغَيْرهَا. وَلَيْسَ كَمَا قَالَ، بل الْأَصَح سندا ومتنا هُوَ مَا قدمْنَاهُ لَك مِمَّا ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا، وَقد ذكر الشَّيْخ فِي الدِّيوَان فِي الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وشحنها بالأحاديث الضعيفة والواهية

<<  <   >  >>