للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَا عباد الله، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّكُم مَا سَقَطْتُمْ وصرتم أرذل الْأُمَم وأحقرها وَأَدْنَاهَا وأصغرها وعبيدا لَهَا بعد أَن كَانَت الْعِزَّة لله وَلِرَسُولِهِ بترككم تعاليم دينكُمْ وخطة نَبِيكُم؛ لقد أَصْبَحْتُم ضفادع وخنافس، بل تُرَابا تَحت أرجل أعدائكم - بعد أَن كَانَت عبيد الْإِسْلَام السود ترهب الْمُلُوك فِي عروشها، فَمَتَى تفيقون؟ وَمن هَذِه السكرة تنتبهون، وَمن هَذِه الرقدة الطَّوِيلَة تستيقظون، ولمجد سلفكم تعيدون؟ أما بلغتكم آيَة {وَمن أعرض عَن ذكري فَإِن لَهُ معيشة ضنكا} أما قَرَأْتُمْ حَدِيث " وَجعل الذل وَالصغَار على من خَالف أَمْرِي "؟ رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالطَّبَرَانِيّ. يَا عباد الله إِنَّكُم لَا تزالون فِي ذل وصغار بَين النَّاس حَتَّى تتبعوا كتاب الله وَشرع نبيه، وَحَتَّى تعرفوا الْحق وتجاهدوا للحق، وتتفانوا فِي الدفاع عَن الْحق، وَيكون الْمَوْت فِي هَذَا السَّبِيل أسمى أمانيكم.

فصل فِي الذّكر وَالدُّعَاء عِنْد رُؤْيَة الْهلَال

قَالَ فِي الوابل الصيب: كَانَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] إِذا رأى الْهلَال قَالَ: " الله أكبر اللَّهُمَّ أَهله علينا بالأمن وَالْإِيمَان، والسلامة وَالْإِسْلَام والتوفيق لما تحب وترضى، رَبنَا وَرَبك الله " وَفِي سنَن أبي دَاوُد أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] كَانَ إِذا رأى الْهلَال قَالَ: " هِلَال خير ورشد، آمَنت بِالَّذِي خلقك " ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يَقُول " الْحَمد لله الَّذِي جَاءَ بِشَهْر كَذَا، وَذهب بِشَهْر كَذَا " أهـ بِاخْتِصَار. أما قَوْلهم: هَل هلالك شهر مبارك علينا وَعَلَيْك يَا رب؛ وتقليب الدَّرَاهِم الفضية فِي أَيْديهم تجاه الْهلَال فجهل شنيع وبدعة، وَكَانَ الْوَاجِب على الخطباء أَن يبينوا هَذِه الْأَذْكَار فِي خطبهم بدل قَوْلهم فِيهَا: إِنَّه لم يبْق من الدّين إِلَّا اسْمه، وَلَا من الْإِسْلَام إِلَّا رسمه. وَبدل صراخهم على المنابر: بأيرضيك

<<  <   >  >>