للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَمن من الْعُقَلَاء يَقُول: إِن فِي التبذير والإسراف شِفَاء من مرض الصرع؟ وَمن يَقُول: بِأَن لِبَاس الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْحَرِير والتهتك والخلاعة والرقص وترامي الْمَرْأَة عَارِية فِي أحضان الشبَّان - مَشَايِخ الدأة - على الطبلة والزمارة فِيهِ شِفَاء من خبل الصرع، وَمن هَذَا الَّذِي يَسْتَطِيع أَن يَقُول: إِن ذبح الخراريف وأنواع الدَّجَاج الرُّومِي وأصناف الطُّيُور تخرج العفاريت من أجسام النِّسَاء؟ فيا لخراب الْعُقُول. وَيَا لخراب الْبيُوت، وَيَا للمصيبة، وَيَا للرزية الْكُبْرَى. وَيَا للطامة الْعُظْمَى، مِمَّا سيصيب، بل قد أصَاب عقل وحياة ومستقبل النشء الْجَدِيد.

قَالَ الله تَعَالَى: {يَا بني آدم لَا يفتننكم الشَّيْطَان كَمَا أخرج أبويكم من الْجنَّة: ينْزع عَنْهُمَا لباسهما ليريهما سوآتهما. إِنَّه يراكم هُوَ وقبيله من حَيْثُ لَا ترونهم. إِنَّا جعلنَا الشَّيَاطِين أَوْلِيَاء الَّذين لَا يُؤمنُونَ} .

يَا أهل الزار: يَا أغبى الأغبياء، الله ربكُم يَقُول وَقَوله الْحق: {هَذَا صِرَاط عَليّ مُسْتَقِيم إِن عبَادي لَيْسَ لَك عَلَيْهِم سُلْطَان إِلَّا من اتبعك من الغاوين}

فَمَتَى تَعْنِي الحكومات الإسلامية بِإِبْطَال هَذِه الْمُنْكَرَات الهدامة؟ وَمَتى يَعْنِي عُلَمَاء الْأَزْهَر بمقاومة هَذِه الْبدع والخرافات؟ وَقد قيل:

(ثَلَاثَة تشقى بهَا الدَّار ... الْعرس والمأتم والزار)

وَهَذَا فصل نذْكر فِيهِ علاج المرضى بالصرع

أَولا: ذكر الله تَعَالَى، فَلَا شَيْء أقوى من طرد الشَّيْطَان على ذكر الله تَعَالَى بِالْقَلْبِ والتدبر ومراقبته فِي السِّرّ والجهر، وأفضله وَأَعلاهُ تِلَاوَة الْقُرْآن.

<<  <   >  >>