للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى {إِن الله اشْترى من الْمُؤمنِينَ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ بِأَن لَهُم الْجنَّة يُقَاتلُون فِي سَبِيل الله فيقتلون وَيقْتلُونَ وَعدا عَلَيْهِ حَقًا فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن وَمن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الَّذِي بايعتم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم} .

قومُوا فقد قَالَ الله تَعَالَى: {وَأَعدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة وَمن رِبَاط الْخَيل ترهبون بِهِ عَدو الله وَعَدُوكُمْ، وَآخَرين من دونهم لَا تَعْلَمُونَهُم الله يعلمهُمْ، وَمَا تنفقوا من شَيْء فِي سَبِيل الله يوف إِلَيْكُم وَأَنْتُم لَا تظْلمُونَ} .

قومُوا فامسحوا مَا علاكم من الْعَيْب والخزي والعار والشنار، إِذْ قد أَصْبَحْتُم لَا شرف لكم وَلَا عزة وَلَا دولة، فأعيدوا دولتكم وامسحوا بهَا الْكفْر عَن وَجه الأَرْض فَهَذِهِ مهنتكم، وَهِي وظيفتكم الَّتِي خلقْتُمْ لَهَا وتقمصتم بالجبة الواسعة، والعمامة الغليظة لأَجلهَا وأخذتم المرتبات الضخمة للْقِيَام بهَا - لَا لخطبة تلقونها، وَلَا لرسالة تؤلفونها، وَلَا لصَلَاة بِالنَّاسِ تقيمونها، بل لتقاتلوا، وتجاهدوا فِي الله حق جهاده، وَتَدعُوا إِلَى الْقِتَال وَالْجهَاد حَتَّى تتوحد الْأَدْيَان كلهَا، فَلَا يكون إِلَّا دين الْإِسْلَام، {وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة وَيكون الدّين لله فَإِن انْتَهوا فَلَا عدوان إِلَّا على الظَّالِمين} وَحَتَّى يظْهر الدّين الحنيفي على الدّين كُله، أغفلتم عَن قَوْله تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله بِالْهدى وَدين الْحق لِيظْهرهُ على الدّين كُله وَلَو كره الْمُشْركُونَ} ؟ .

قومُوا وَكُونُوا كأصحاب مُحَمَّد وَالَّذين آمنُوا بِهِ {أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم تراهم ركعا سجدا يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضوانا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود} .

{فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وخذوهم واحصروهم واقعدوا لَهُم كل مرصد فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة فَخلوا سبيلهم إِن الله غَفُور رَحِيم} .

<<  <   >  >>