للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَأَمْوَالهمْ يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله وَرَسُوله؛ أُولَئِكَ هم الصادقون} ورضى الله عَمَّن خاطبهم الله بقوله: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُم من أنْفق من قبل الْفَتْح وَقَاتل أُولَئِكَ أعظم دَرَجَة من الَّذين أَنْفقُوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الْحسنى وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} رضى الله عَنْهُم لما حرضهم على الْجِهَاد بقوله: {وَلَا تهنوا فِي ابْتِغَاء الْقَوْم إِن تَكُونُوا تألمون فَإِنَّهُم يألمون كَمَا تألمون، وترجون من الله مَالا يرجون وَكَانَ الله عليما حكيما} فاستجابوا لرَبهم: {فَمَا وهنوا لما أَصَابَهُم فِي سَبِيل الله وَمَا ضعفوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَالله يحب الصابرين، وَمَا كَانَ قَوْلهم إِلَّا أَن قَالُوا رَبنَا اغْفِر لنا ذنوبنا وإسرافنا فِي أمرنَا، وَثَبت أقدامنا وَانْصُرْنَا على الْقَوْم الْكَافرين، فآتاهم الله ثَوَاب الدُّنْيَا وَحسن ثَوَاب الْآخِرَة وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ} .

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه أشداء على الْكفَّار، رحماء بَينهم} الْآيَات.

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس تأمرون بِالْمَعْرُوفِ وتنهون عَن الْمُنكر وتؤمنون بِاللَّه} وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس وَيكون الرَّسُول عَلَيْكُم شَهِيدا} . وَلِهَذَا قَالَ الله فيهم {لقد رضى الله عَن الْمُؤمنِينَ إِذْ يُبَايعُونَك تَحت الشَّجَرَة فَعلم مَا فِي قُلُوبهم فَأنْزل السكينَة عَلَيْهِم وأثابهم فتحا قَرِيبا، ومغانم كَثِيرَة يأخذونها وَكَانَ الله عَزِيزًا حكيما} .

وَلِهَذَا قَالَ فيهم الرَّسُول [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] كَمَا فِي البُخَارِيّ: " لَا تسبوا أَصْحَابِي فَلَو أَن أحدكُم أنْفق مثل أحد ذَهَبا مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه " وَلِهَذَا قَالَ فيهم الرَّسُول [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] كَمَا فِي البُخَارِيّ أَيْضا: " خير النَّاس قَرْني؛ ثمَّ

<<  <   >  >>