للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فدع عَنْك بهتاً صِيحَ فِي حجراته ... وهات حَدِيثا مَا حَدِيث الرَّوَاحِل)

(يَقُولُونَ أقوالا وَلَا يعرفونها ... وَلَو قيل هاتوا حققوا لم يحققوا)

(هـ) من الْحِيَل المكفرة والمنافية للدّين:

إِذا عرفت فَهَذَا فَاعْلَم أَن من هَذِه الْحِيَل الشيطانية مَا يسْتَلْزم كفر فَاعله وَكفر من أفتاه، وَذَلِكَ كمن يُفْتِي الْمَرْأَة بِأَن ترتد عَن الْإِسْلَام لأجل تبين من زَوجهَا.

وَكَمن يُفْتِي الْحَاج إِذا خَافَ الْفَوْت وخشي وجوب الْقَضَاء عَلَيْهِ من قَابل أَن يكفر بِاللَّه ويرتد عَن الْإِسْلَام، فَإِذا عَاد إِلَى الْإِسْلَام لم يلْزمه الْقَضَاء.

فاسمع واعجب من حِيلَة أوجبت كفر فاعلها وَكفر من أفتاه بهَا فَكَانَت ثَمَرَة هَذِه الْحِيلَة الملعونة هِيَ خُرُوج رجلَيْنِ مُسلمين من الْإِسْلَام إِلَى الْفِكر. فَهَل شَيْء من الشَّرّ يعدل هَذَا الشَّرّ؟ ! وَهُوَ نوع من معاصي الله يعدل الْكفْر بِاللَّه وَالْخُرُوج عَن دين الْإِسْلَام؟ .

وَهَذَا الْمُفْتِي وَإِن كَانَ قد ظلم نَفسه ابْتِدَاء وَخرج من الْإِسْلَام إِلَى الْكفْر فعلى نَفسهَا براقش تجنى. وَلَكِن الشَّأْن فِي ظلمه لهَذِهِ المسكينة وَهَذَا الْمِسْكِين اللَّذين استفتياه عَن الشَّرِيعَة الإسلامية فأخرجهما مِنْهَا بادئ بَدْء.

وَمن جملَة الْحِيَل الملعونة مَا قَالُوهُ فِي إِسْقَاط الْقصاص الشَّرْعِيّ أَنه إِذا جرح رجلا فخشي أَن يَمُوت من الْجرْح فَإِن يدْفع إِلَيْهِ دَوَاء مسموماً يَمُوت بِهِ فَيسْقط عَنهُ الْقصاص.

وَمِمَّا قَالُوهُ فِي إِسْقَاط حد السّرقَة أَن السَّارِق يَقُول هَذِه ملكي وَهَذِه دَاري وَهَذَا عَبدِي.

<<  <   >  >>