للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتتقي على الْجَارِيَة فتحبسها وتصونها وتلبسها لِبَاس مثلهَا وتطعمها طَعَام مثلهَا وتمنعها عَن الْخُرُوج والبروز لِئَلَّا يطلع عَلَيْهَا أحد أَو يُحِبهَا ظَالِم فيخرجها من يدك وَيبقى قَلْبك مُعَلّقا بهَا مَعَ الصُّرَاخ والعويل

وتتقي على الْبَازِي من كل آفَة لِئَلَّا ينكسر جنَاحه فيعجز عَن الطيران وَإِن قصرت فِي بعض تَرْبِيَته ومداراته لَا يألف وَترك الإلف ويطير ويتركك خَالِيا فَلَا ترَاهُ أبدا

فَانْظُر كَيفَ تتقي على الْأَشْيَاء وَكَيف حذرك وحراستك لهَذِهِ الْأَشْيَاء وتلطفك بهَا وصيانتك لما تخوف عَلَيْهِم من الْآفَات وضيعت حراسة أعظم الْأَشْيَاء قدرا وأنفسها خطرا وَهُوَ مخ التَّقْوَى فقد عظمت حجَّة الله عَلَيْك لِأَن هَذَا الْقلب خزانَة الله تَعَالَى وضع فِيهَا جوهرا نفيسا لَا يحاط بمبلغ ثمنه وَهِي الْمعرفَة

فَإِن نظرت إِلَى نفاستها وقدرها لم تقدر أَن تحيط بِثمنِهَا علما وَلَا ائتمنت عَلَيْهَا أحدا

وَإِن نظرت إِلَى بهائها ونورها اتَّقَيْت عَلَيْهَا من كل دُخان من الشَّهَوَات لِئَلَّا يلج الخزانة فيدنسها

<<  <   >  >>