للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مثل التَّالِي لكتاب الله

وَمثل التَّالِي لكتاب الله تَعَالَى مثل رجل طَاهِر طيب لَهُ مَحْبُوب لَهُ حنين إِلَيْهِ أَخذ حبه قلبه وَهُوَ بِهِ مشغوف يمضغ شَيْئا فِي فَمه فَإِذا وجد ذَلِك الشَّيْء فِي فَمه كَيفَ يلتذ بِهِ وَكَيف يجد حلاوته فِي حلقه وصدره فَلَا يمل من مضغه وازدراد رِيقه بذلك الشَّيْء فَكَذَا التَّالِي لكتاب الله تَعَالَى إِذا فكر أَن هَذَا كَلَام تكلم بِهِ رب الْعَالمين وأنزله وَمكن لَهُ فِي صَدْرِي حَتَّى تردد وَاسْتقر وأقدرني على استخراجه من صَدْرِي حَتَّى اختلج بِهِ لساني مستعينا بالحنك والأسنان والشفتين فتردد كَلمه الْمنزل الَّذِي تكلم بِهِ وأنزله فِيمَا بَين صَدْرِي وشفتي وقرت عينه بِهَذِهِ الفكرة والتدبر وابتدأ بترددها فِي فَمه وَلسَانه وحلقه وشفتيه هَذَا من قبل أَن يشْتَغل بلطائفه ومعانيه قَالَ الله عز وَجل (إِنَّه لقرآن كريم) وَقَالَ {بل هُوَ قُرْآن مجيد} وَقَالَ {وَإنَّهُ لكتاب عَزِيز} ومهيمن فوصف كَلَامه بِالْكَرمِ وَالْمجد والعز والهيمنة

فَأَما كرمه فَمن سهولته الممزوجة باللطف والتقريب وَالتَّعْلِيل

<<  <   >  >>