للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وأسدا بغارة ذَات حدب ... رجراجة لم تَكُ مِمَّا يؤتشب)

(إِلَّا صميما عربا إِلَى عرب ... تبْكي عواليهم إِذا لم تختضب)

٣ - ... من ثغر اللبات يَوْمًا والحجب)

٤ - وَقَالَ البرج بن مسْهر الطَّائِي

ــ

١ - وَأسد بغارة الخ وأسدا مَعْطُوف على قيس وَقَوله بغارة مُتَعَلق بصبحت والغارة المُرَاد بهَا الْخَيل والحدب خُرُوج الظّهْر كِنَايَة عَن الشراسة والشدة والرجراجة المضطربة الَّتِي تموج من كثرتها وَالْأَصْل فِي الأشب الِاخْتِلَاط والالتفاف ثمَّ توسعوا فِيهِ واستعملوه فِي الأخلاط الَّذين لَا خير فيهم وَلَا غناء عِنْدهم وَالْمعْنَى وصبحت معن بني أَسد بخيل لَا تركب لشراستها وَهِي متموجة لكثرتها لَيست مِمَّا يخْتَلط أَي لَيست مِمَّا لَا خير فِيهِ

٢ - إِلَّا صميما اسْتثِْنَاء مُنْقَطع والصميم الْخَالِص وعربا بدل من صميما والعوالي الرماح وبكاء العوالي مثل لحزنها إِذا هِيَ لم تختضب بالدماء وَالْمعْنَى لَهُم صِحَة النّسَب من عرب إِلَى عرب وَإِن ارتفعوا وَأَن عواليهم تحزن إِن لم تختضب من دم الْأَعْدَاء وَهَذَا من بَاب التَّوَسُّع

٣ - ثغر اللبات هِيَ هزمات التراقي مُتَعَلق بتختضب والحجب وَهِي الأفئدة مَعْطُوف عَلَيْهِ وَهَذَا يدل على أَن لَهُم مهارة فِي الطعْن فَلَا يصيبون إِلَّا الْمقَاتل

٤ - تقدّمت تَرْجَمته وَكَانَ سَبَب هَذِه الأبيات أَن البرج بن مسْهر كَانَ هُوَ وَعَمه أَبُو جَابر قَاعِدين يشربان وَكَانَت امْرَأَة أبي جَابر جالسة فانتشى البرج فَقَامَ إِلَيْهَا ووثب عَلَيْهَا فَرَآهُ عَمه فاستحيى وكف وَقَالَ يَا عمي غلبني الشَّرَاب قَالَ أَو لم أرك حِين رَأَيْتنِي كَفَفْت وَاسْتَحْيَيْت وَلَو كَانَ الشَّرَاب غلبك لم تستح اذْهَبْ فوَاللَّه لَا تجمعني وَإِيَّاك محلّة وَلَا غَزْوَة وَلَا نَجْتَمِع فِي بلد وَلَا

<<  <  ج: ص:  >  >>