للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(بَكت عَيْني الْيُسْرَى فَلَمَّا زجرتها ... عَن الْجَهْل بعد الْحلم أسبلتاما)

(تلفت نَحْو الْحَيّ حَتَّى وجدتني ... وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا)

٣ - (وأذكر أَيَّام الْحمى ثمَّ أنثني ... على كَبِدِي من خشيَة أَن تصدعا)

٤ - وَقَالَ آخر

ــ

وَبَنَات الشوق نوازع الحنين كأطفال الْحبّ وَهَذِه اسْتِعَارَة لَطِيفَة جميلَة وَأَرَادَ بهَا مسببات الشوق وآثاره والنزع جمع نَازع أَي مشتاق

١ - بَكت عَيْني جَوَاب لما فِي الْبَيْت قبله وَمعنى الْبَيْتَيْنِ أَنِّي لما رَأَيْت الْبشر أبدى جَانِبه حاجزا بَيْننَا وتحركت مسببات الشوق بالحنين مشتاقة إِلَى نجد بَكت عَيْني الْيُسْرَى فَلَمَّا منعتها عَن الْبكاء الَّذِي يشْعر بِالْجَهْلِ بعد الْحلم وتيقنت أَن الْبكاء لَا يُفِيد مَعَ الْيَأْس من الْقرب طاوعتها الْيُمْنَى فدمعتا مَعًا وَالظَّاهِر أَن المُرَاد بِالْجَهْلِ بعد الْحلم الْجزع بعد الصَّبْر

٢ - تلفت الْتفت وَاللَّيْث صفحة الْعُنُق والأخدع عرق فِيهَا والإصغاء الْميل وليتا وأخدعا منصوبان على التَّمْيِيز وَالْمعْنَى لما حَان الْفِرَاق صرت أَكثر من الِالْتِفَات جِهَة الْحَيّ حَتَّى وجدت نَفسِي وجع الليت والأخدع لدوام التفاتي تحسرا فِي أثر الْفَائِت من أحبابي وديارهم

٣ - الْمَعْنى أَنِّي أَتَذكر أوقاتي بالحمى لما كَانَ بَيْننَا من أَسبَاب الْوِصَال بهَا فانثنى على كَبِدِي فأقبض عَلَيْهَا مَخَافَة تشققها وخروجها من موضعهَا شوقا إِلَى أحبابها

٤ - نسبهما أَبُو الْفَتْح عُثْمَان بن جني إِلَى الصمَّة بن عبد الله الْمُتَقَدّم وَكَذَلِكَ أَبُو رياش وسَاق حَدِيث الصمَّة السَّابِق وَبنت عَمه الَّتِي كَانَ يهواها اسْمهَا ريا إِلَّا أَن الْعَرَب قد تغير أَسمَاء من تحب بأسماء غَيرهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>