للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(جنية أَو لَهَا جن يعلمهَا ... رمى الْقُلُوب بقوس مَا لَهَا وتر)

وَقَالَ تَوْبَة بن الْحمير تقدّمت تَرْجَمته

(يَقُول أنَاس لَا يضيرك نأيها ... بلَى كل مَا شف النُّفُوس يضيرها)

٣ - (أَلَيْسَ يضير الْعين أَن تكْثر البكا ... وَيمْنَع مِنْهَا نومها وسرورها)

ــ

لَيْسَ من إنصاف الْقدر أَن يعطيك منا الْعَطِيَّة ويحرمنا من عطيتك فَينفذ مرادك دون مرادنا وَهَذَا قَول متدله ذَاهِب الْعقل فِي الْعِشْق رُبمَا لَا يُؤَاخذ بِهَذِهِ الجريرة

١ - المُرَاد بِالْقَوْسِ الْعين وَالْمعْنَى أَن فعلهَا مباين لفعل الْإِنْس وَكَذَلِكَ شكلها وحسنها فَهَل هِيَ جنية أَو أحد من الْجِنّ يعلمهَا كَيفَ يكون رمي الْقُلُوب بِالْقَوْسِ الَّذِي لَا وتر لَهُ إِذْ أَن رمي الْقوس بِلَا وتر محَال أه تَنْبِيه قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْأَعرَابِي لَيْسَ قَوْله يَا لَيْت أَنِّي بأثوا بِي الخ لأبي دهبل إِنَّمَا وَقع فِي ديوانه مَعَ ثَلَاثَة أَبْيَات أخر وَالصَّحِيح أَنَّهَا لمُحَمد بن بشير الْخَارِجِي وَهَذَا الْبَيْت الْمَذْكُور لَا يكَاد يعرف مَعْنَاهُ أَلْبَتَّة إِلَّا بالأبيات الَّتِي تتقدمه وَهِي

(يَا أحسن النَّاس إِلَّا أَن نائلها ... قدما لمن يرتجى معروفها عسر)

(وَإِنَّمَا دلها سحر تصيد بِهِ ... وَإِنَّمَا قَلبهَا للمشتكي حجر)

(هَل تذكرين وَلما أنس عهدكم ... وَقد يَدُوم لعهد الْخلَّة الذّكر)

(قولي وركبك قد مَالَتْ عمائمهم ... وَقد سقاهم بكأس النومة السّفر)

يَا لَيْت أَنِّي بأثوا بِي الْبَيْت أه

٢ - لَا يضير أَي لَا يضر وشف النُّفُوس أَي آذاها وأذابها وَالْمعْنَى يَقُول أنَاس أَن الْفِرَاق والبعد لَا يَضرك فَقلت بلَى كل مَا يُؤْذِي النَّفس يَضرهَا وَلَا ينفعها وَأَنْتُم لَا تعرفُون خَصَائِص الْحبّ وأحواله

٣ - الْمَعْنى لَو أردتم دَلِيل ذَلِك فانظروا إِلَى الْعين عِنْد فرط الْبكاء كَيفَ

<<  <  ج: ص:  >  >>