للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(فَقلت لَهُ خيرا وأثنيت فعله ... وأوفاك مَا أسديت من ذمّ أَو شكر)

٣ - وَقَالَ آخر

(سأشكر عمرا إِن تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وَإِن هِيَ جلت)

٣ - (فَتى غير مَحْجُوب الْغنى عَن صديقه ... وَلَا مظهر الشكوى إِذا النعلو زلت)

٥ - (رأى خلتي من حَيْثُ يخفى مَكَانهَا ... فَكَانَت قذى عَيْنَيْهِ حَتَّى تجلت)

ــ

١ - وأثنيت فعله أَي على فعله وَمَعْنَاهُ مدحته وَيُقَال أسداه خيرا إِذا أحسن إِلَيْهِ وَمن ذمّ أَو شكر أَي من ذمّ إساءتك وشكر إحسانك فقد أوفاك حق مَا أسديت إِلَيْهِ وَمَعْنَاهُ أَن الشَّاعِر أثنى على عملية بِمَا فعل مَعَه من الْبر وأوفاه حق إحسانه إِلَيْهِ

٢ - هُوَ رجل يُقَال لَهُ عَمْرو بن كميل نظر إِلَيْهِ عَمْرو ابْن ذكْوَان وَعَلِيهِ حَبَّة بِلَا قَمِيص فَجعل يسْعَى لَهُ ويتشفع حَتَّى ولى الْبَصْرَة فَقَالَ هَذِه الأبيات

٣ - الأيادي النعم وَلم تمنن أَي لم يمتن عَليّ بهَا وَإِن عظمت وَالْمعْنَى سأكثر شكري لعَمْرو مَا دمت حَيا على النعم الَّتِي اختصني بهَا بِدُونِ من مِنْهُ وَإِن كَانَت جليلة

٤ - فَتى أَي هُوَ فَتى وَقَوله غير مَحْجُوب الْغنى الخ يُرِيد أَنه يُشَارك صديقه لَا يمسك عَنهُ شَيْء وَقَوله وَلَا مظهر الشكوى الخ يَعْنِي أَنه جلد صبور ذُو مُرُوءَة لَا يبث شكواه إِلَى أحد وَقَوله إِذا النَّعْل زلت كِنَايَة عَن الشدَّة وَالْحَاجة وَمَعْنَاهُ أَنه كريم يَجْعَل صديقه شَرِيكا لَهُ فِي غناهُ مُدَّة مساعدة الزَّمَان فَإِن لم يساعده الزَّمَان لَهُ لَا يشتكي وَلَا يتألم بل يصبر ويتجلد

٥ - الْخلَّة هُنَا الْحَاجة والفقر وَقَوله من حَيْثُ يخفي مَكَانهَا يُرِيد أَنه اطلع على تِلْكَ الْخلَّة من مَكَان تخفى فِيهِ وَلَا تظهر وَقَوله فَكَانَت قذى عَيْنَيْهِ أَي لم يصبر عَلَيْهَا كَمَا لَا يصبر الرجل على قذى عَيْنَيْهِ يَقُول رأى

<<  <  ج: ص:  >  >>