للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّه على رجعه لقادر يَوْم تبلى السرائر} فَيكون إِنَّه على رجعه يَوْم تبلى السرائر لقادر إِلَّا أَنه لَا يجوز إعرابه على هَذَا لِأَن الظّرْف على هَذَا التَّقْدِير يكون مُتَعَلقا بالرجع وَقد فصل بَينهمَا بِقَادِر وَهُوَ خبر إِن وَهُوَ أجبنى من الْمصدر وَلَا يجوز الْفَصْل بَين الصِّلَة والموصول بأجنبي أَلا ترى أَنهم لَا يجيزون أطعمت الَّذِي ضرب رغيفا زيدا لَان الرَّغِيف مَنْصُوب وَهُوَ أَجْنَبِي من الَّذِي ضرب وَلَا يفصل بَين الصِّلَة وَبَعضهَا الْأَجْنَبِيّ

٢ - الْإِعْرَاب رِوَايَة أبي الْفَتْح وَبهَا قَرَأنَا الدِّيوَان على شَيْخي يرفع كل على انه قد تمّ الْكَلَام عِنْد قَوْله مَا أَنا إِلَّا عاشق ثمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ كل عاشق أَي كل عاشق حَاله وَأمره وروى أبن فورجه وَالْقَاضِي كلا بِالنّصب على انه مفعول لعاشق يُرِيد أَن أعشق كل عاشق وَقَالَ أَبُو الْفَتْح فِي هَذَا الْبَيْت سُؤال وَهُوَ لَا يُقَال أعق الرجلَيْن زيد حَتَّى يشتركا فِي صفة العقوق ثمَّ يزِيد زيدا على صَاحبه فَإِذا حكم لَهما أَنَّهُمَا صفيان ثمَّ لامه أَحدهمَا فقد زَالَ عَنهُ وصف الصفاء وَحصل لَهُ وصف العقوق قُلْنَا لَهُ جَازَ لَهُ ان يَأْتِي بِهَذَا اللَّفْظ كَقَوْلِه تَعَالَى {أَصْحَاب الْجنَّة يَوْمئِذٍ خير مُسْتَقرًّا وَأحسن مقيلا} وَقد علم أَن أَصْحَاب النَّار شَرّ وَلَا خير فِي مستقرهم وانهما لم يشتركا فِي الْخَيْرِيَّة فَهَذَا نَظِيره وَقد قَالَ حبَان بن قرط الْيَرْبُوعي وَكَانَ جاهليا

(خالِي بَنوُ أوْسٍ وَخالُ سَرَاتِهم ... أوْسٌ فأُّيُهمُا أرَقُّ والأَمُ)

يُرِيد فَأَيّهمَا الرَّقِيق اللَّئِيم وَلَيْسَ يُرِيد ان الرقة واللؤم اشتملا عَلَيْهِمَا مَعًا ثمَّ زَاد أَحدهمَا على صَاحبه وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَهُوَ أَهْون عَلَيْهِ} وَالْمعْنَى هَين عَلَيْهِ لانه تَعَالَى لَا يُوصف بَان بعض الْأَشْيَاء أَهْون عَلَيْهِ من بعض وَكَذَلِكَ أعق خَلِيله أَي الَّذِي يَسْتَحِيل عاقا فالأعق هُنَا بِمَعْنى الْعَاق كَقَوْل الفرزدق

(بَيْتا دَعاِئمُهُ أعَزُّ وَأطْوْلُ ... )

٣ - الْغَرِيب قَالَ أَبُو الْفَتْح سَأَلته عَن قَوْله يتزيا هَل تعرفه فِي اللُّغَة أَو فِي كتاب قديم قَالَ لَا قلت فَكيف تقدم عَلَيْهِ قَالَ قد جرت بِهِ عَادَة الِاسْتِعْمَال قلت أترضى بِشَيْء تورده الْعَامَّة قَالَ مَا عنْدك فِيهِ قلت قِيَاسه يتزوى قَالَ من أَيْن لَك قلت لِأَنَّهُ من الزي وعينه وَاو وَأَصله زوى فَانْقَلَبت الْوَاو يَاء لسكونها وانكسار مَا قبلهَا وَلِأَنَّهَا أَيْضا سَاكِنة قبل الْيَاء وَدَلِيل ان عينه وَاو أَنهم لَا يَقُولُونَ لفُلَان زِيّ إِذا كَانَ لَهُ شَيْء وَاحِد يستحسن حَتَّى يجْتَمع لَهُ أَشْيَاء كَثِيرَة حَسَنَة فَحِينَئِذٍ يُقَال لَهُ زِيّ من زويت الأَرْض أَي جمعت وَقَالَ الآخر

<<  <  ج: ص:  >  >>