للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(هُنَّ حَياريَ كَمُضِلَاّتِ الخَدَمْ ... )

وَهِي جمع خدمَة وَهِي الخلخال وَقَالَ الْعَرُوضِي لَا عيب عَلَيْهِ لَان الشحيح إِذا طلب الْخَاتم احْتَاجَ إِلَى الإنحناء ليقف بَصَره على الْخَاتم وَلَو كَانَ بدل الْخَاتم شَيْئا عَظِيما كالخلخال والسوار لَكَانَ يَطْلُبهُ من قيام فَلَا يحْتَاج إِلَى الإنحناء ونو كَانَ صَغِيرا كالذرة لَكَانَ يَطْلُبهُ قَاعِدا مَكَانَهُ يَقُول إِن لم أَقف بهَا منحنيا لوضع الْيَد على الكبد والانطواء عَلَيْهَا كوقوف الشحيح الطَّالِب للخاتم وَيشْهد لصِحَّته قَول ابْن هرمة يذم بَخِيلًا

(نَكَّسَ لمَّا أتَيْتُ سائِلَهُ ... وَاعْتَلَّ تَنْكِيسَ ناظمِ الخرَزِ)

فَشبه هَيئته بهيئة من ينظم الخرز فِي الإطراق وينكس الرَّأْس على أَنا نقُول إِن إلتزامنا بِهَذَا السُّؤَال الْوَارِد قد يبلغ من قِيمَته الْخَاتم مَا يحِق للشحيح أَن يطول وُقُوفه على طلبه قَالَ الواحدي يُقَال فِي جَوَاب هَذَا السُّؤَال إِن وقُوف هَذَا الشحيح وَإِن كَانَ لَا يطول كل الطول فقد يكون أطول من وقُوف غَيره فَجَاز ضرب الْمثل بِهِ كَقَوْل الشَّاعِر

(رُبَّ لَيْلٍ أمَدَّ منْ نَفَسِ العاشق ... ِ طُولاً قَطَعْتُهُ بانتْحابِ)

وَقد علمنَا أَن سَاعَة من سَاعَات اللَّيْل تستغرق عدَّة أنفاس وَلكنه لما كَانَ نفس العاشق أطول من نفس غَيره جَازَ ضرب الْمثل بِهِ وَإِن لم يبلغ النِّهَايَة فِي الطول وكقول الآخر

(وَلَيْلٍ كظِلّ الرُّمْحِ قَصَّر طُولَهُ ... دَمُ الزّقّ عَنَّا واصْطِفاقُ المزَاهِرِ)

وَذَلِكَ لما كَانَ ظلّ الرمْح أطول من ظلّ غَيره جعله الْغَايَة فِي الطول وَقَالَ ابْن القطاع وَإِنَّمَا قَالَ رب ليل طَوِيل خَارج عَن الْمُعْتَاد رائد الطول زَاد على المُرَاد كزيادة نفس هَذَا العاشق وَطوله على نفس من لَيْسَ بعاشق وَهَذَا نِهَايَة فِي الْمُبَالغَة وروى ابْن فورجة شجيج ضَاعَ فِي الترب خَاتمه والشجيج الَّذِي شج رَأسه وَضاع بِمَعْنى تفرق أَي صَارَت لَهُ عروق فِي الثرى وَقد علق بهَا وَلَيْسَت هَذِه الروايه بِشَيْء قَالَ ابْن وَكِيع وَهَذَا مَأْخُوذ من قَول أبي نواس

(كأّني مُرِيغٌ فِي الدّيارِ طَرِيدَةً ... أرَاها أمامِي مَرّةً وَوَرَائي)

٥ - الْإِعْرَاب نصب كئيبا على الْحَال من قَوْله أَقف الْغَرِيب الكئيب الحزين والريض الصعب من الْخَيل وَهُوَ من الأضداد والريض الَّذِي لم تستحكم رياضته وَالَّذِي يشد حزامه ويتوقى مِنْهُ والريض الَّذِي قد ذلل والحازم الَّذِي يسوسه ويشد حزامه

<<  <  ج: ص:  >  >>