للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْمَعْنى يَقُول ذكر الصِّبَا وَهُوَ جمع ذكرة كسدرة وَسدر ومراتع النِّسَاء اللَّاتِي أهيم بِهن جلبا موتى قبل وقته يُرِيد من شدَّة وجده بِهن وشوقه لفراقهن فَكَأَنَّهُ مَاتَ قبل مَوته

٢ - الْغَرِيب الدمن جمع دمنة وَهِي آثَار الْقَوْم بعد رحيلهم والعرصات جمع عَرصَة وَهِي نواحي الدَّار الْمَعْنى يَقُول آثَار دَار المحبوب لما وقفت بهَا تكاثرت همومي شوقا إِلَى من كَانَ بهَا كتكاثر لوامي فِي حبهن

٣ - الْغَرِيب عُرْوَة بن حزَام أحد العشاق الْمَشْهُورين صَاحب عفراء الْمَعْنى يَقُول كل سَحَابَة أمْطرت فِي تِلْكَ الدمن كَأَنَّهَا تبْكي بعيني هَذَا العاشق على فِرَاق عفراء قَالَ الواحدي وَهُوَ من قَول حبيب

(كأنَّ السَّحابَ الغُرَّ غَيَّبْنَ تَحتها ... حَبِيبا فَما تَرْقا لَهُنَّ مَدَامِعُ)

وَمثله لمُحَمد بن أبي زرْعَة ( ... كأنَّ صَبَّيْنِ باتا طُولَ لَيْلِهمِا ... يَسْتَطمْطِرَان على غُدْرَانها المُقَلا)

٤ - الْغَرِيب الكَعاب (بِالْفَتْح) الكاعب وَهِي الْجَارِيَة الَّتِي قد كَعْب نهدها الْمَعْنى يَقُول طالما رشفت ريق كعاب تِلْكَ الدمن وأطلت الحَدِيث مَعَ جواري ذَلِك الْموضع وأطالت عتابي أَي أَطَالَت محبوبتي عتابي حَتَّى قطعتني وأفحمتني فَأَنا أذكر من كَانَ بِهَذِهِ الدمن وارتحل عَنْهَا فيزيد وجدي وشوقي

٥ - الْغَرِيب الهزء الضحك والمجانة الخلاعة والماجن الَّذِي لَا يُبَالِي بِمَا يتَكَلَّم بِهِ والشرة الحدة والنشاط والغرام أَصله شرس الْخلق يُقَال صبى عَارِم بَين العرام أَي شرس وَقد عرم يعرم ويعرم عرامة بِالْفَتْح وَقيل العرام الْخبث وأنشدوا لشبيب ابْن البرصاء

(كَأنَّها مِنْ بُدُنٍ وَإيفارْ ... دَبَّتْ عَلَيْهَا عارِماتُ الأنْبارْ)

أَي خبيثاتها الْمَعْنى يُخَاطب نَفسه يَقُول حِين كنت شَابًّا مرحا لم تبتل بالفراق وَمَا كنت تَدْرِي شدته وَلَا مضضه فَكنت غافلا تضحك مِنْهُ لَا هيا بشرتك وَقُوَّة شبابك

<<  <  ج: ص:  >  >>