للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما تضمرُ في جنانك. وقيل لبطليموس ما أحسن أن يصبر الإنسانُ عما يشتهي قال أحسن منه أن لا يشتهي إلا ما ينبغي. وقال أرسطاطاليس: إنك إن لم تصبر على تعب التعليم صبرت على شقاء الجهل ما بقيت يخاطب جاهلاً. (محاسن كلام العرب والأعراب والخطباء والكتاب) قال بعض حكمائهم: الصبرُ يناضل الحدثان. وقال آخر: الحلم فدام السفيه. وقال آخر: خاطر من استغنى برأيه. وقال غيره: الجزع من أعوان الزمان والمودة قرابة مستفادة. وفضل بعضهم المودة والمودة على القرابة فقال: القرابة محتاجةٌ إلى المودةُ مستغنيةٌ عن القرابة. وقال غيره وسوى بين المودة والقرابة: الصاحب مناسبٌ. وقالوا عجبُ المرء بنفسه أحد حساد عقله. ومن موجز الكلام قول بعضهم: من نال استطال والفاحشة كاسمها. وقولهم أصاب متأملٌ أو كاد. وقولهم العفوُ زكاة الجاهِ. وقولهم راحي البخيل مُكد. وقول بعضهم قلما تصدقك الأمنية. وقيل الصيانة مألف المروءة. وقال بعض الحكماء البلاء رديف الرخاء. وقيل خمول الذكر أسنى من الذكر الذميم. وهذا خلاف ما سمعنا سمعت رجلاً يقول لأن أكون رأساً في الضلالة أحب إلي من أن أكون ذنباً في الهداية. وكانت قريش تستحسن من الخاطل الإطالة ومن المخطوب الإيجاز فخطب محمد بن الوليد بن عتبة إلى عمر بن عبد العزيز ابنة أخيه فتكلم بكلام جاز الحفظ فقال عمر الحمد لله الذي أنطق البلغاء ذي الكبرياء وصلى الله على محمد خير الأنبياء أما بعد فإن الرغبة منك دعتك إلينا والرغبة فيك اجابتك منا وقد أحسن بك ظناً من أودعك كريمته واختارك ولم يختر عليك وقد زوجناك على كتاب الله

<<  <  ج: ص:  >  >>