للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكتب ابن المعتز: قد علمتني نبوتك سلوتك وأسلمي اليأس منك إلى الصبر عنك. وقال أعرابي لمعاوية هززت ذوائب الرحال إليك إذ لم أجدُ معولا إلا عليك أمتطى الليل بعد النهار واسم المجاهل بالآثار يقودني نحوك الرجاء وتسوقني إليك البلوي والنفسُ مستبطئة والاجتهاد عاذر وإذ بلغتك فقط. فقال معاوية أحطط رحلك يا أعرابي. وقال سفيان الثوري رأيتُ أعرابياً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول يا رب عندي لك حقوقُ فهبها لي وللناس عندي حقوقٌ فتحملها عني ولي عندهم حقوقٌ فقيضها لي وأنا ضيفك اليوم فاجعل قراي الجنة. وذكر بعضهم رجلاً فقال كان قريب مدى الوثبة لين العطفة يرضيه القليلُ ولا يسخطه الكثير.

[أمثلة في البلاغة الكتابية]

أولها التحميدُ ومن عادة العارفين أن يبتدئوا في الأمور بالحمد لله رب العالمين يقدمونه أمام طلابها كما بدئ بالنعمة فيها قبل استيجابها. كتب حمد بن مهران: الحمد لله الذي كثرت أياديه عن الإحصاء وجلت نعمه عن الجزاء. وكتب أيضاً: الحمد لله ذي البلاء الجميل والعطاء الجزيل الذي جعل للأمير سنى الرتبة وعز الدعوة ووصل له حسن الولاية بشكر النعمة وقرن لأوليائه قوة الحجة بفضل الإدالة حمداً يؤدي إلى الحق ويقتضيه ويستمد المزيد ويمتريه وإلى الله أرغب في زيادة الأمير والزيادة به وعلى يديه والأيدي الصائلة على عدوه بمنه ولطفه. فأخذ ابن دريد قوله ويستمد المزيد ويمتريه فقال تحرس نعم الله عز وجل عندنا بالحمد عليها ويمتري المزيد منها بالشكر عليها وترغب الأيادي إليه في التوفيق لما يُدني من رضاه ويجير من سخطه إنه سميع الدعاء لطيف لما يشاء. وكتب الصابي: الحمد لله ذي المنن والطول والقوة والحول والغاية والصول رافع الحق ومعليه وقامع الباطل ومرديه ومعز الدين ومديله ومذل الكفر ومذيله المنزل رحمته على من جاهد

<<  <  ج: ص:  >  >>