للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقول الآخر:

(جاءَ كمثلِ البرقِ جاشَ ماطرُه ... يسبحُ أولاهُ ويطفو آخره)

(فما يَمس الأرضَ منهُ حافرهُ ... )

وهذا غاية في وصف سرعة العدو إلا أن قوله

(يسبح أولاه ويطفو آخره ... )

ردئ لأنه جعله مضطرب المقاديم والمآخير. وقول عبيدة بن الطيب في الثور:

(يخفي الترابَ بأظلافٍ ثمانيةٍ ... في أربع مَسَّهنَّ الأرض تحليلُ)

يقول ان مواصلة هذا الثور بين خطواته كمواصلة الحالف يمينه بالتحلة لا تراخي بينهما، والتحلة قول إن شاء الله. ومن عجيب القول في سرعة الفرس قول ابن المعتز:

(كأنّ جنانَ الفلاةِ تضربه ... كأنّ ما يَهربُ منهُ يطلبه)

وقد أجاد القائل في صفة كلاب

(كأنما يرفعن مالا يُوضع ... )

ومن عجيب ما قيل في إدامة الجري قول العربُ يباري عنانه ظله ويباري شباة الرمح. ويستحب في الفرس إشراف مقدمه ومؤخره فمن أجود ما قيل في ذلك قول علي بن جبلة:

(تحسبهُ أقعدَ في استقبالهِ ... حتى إذا استدبرتهُ قلتَ أكبّ)

وقد أجاد المتنبي هذا المعنى في قوله:

(إن أدبرتْ قلتَ لا تليلَ لهاِ ... أو أقبلت قلتَ مالها كفلُ)

وقلت:

(طِرف إذا استقبلته قلتَ حبا ... حتى إذا إستدبرته قلت كبا)

(ذو أربع يلقى الصفا بمثلها ... وللحصى من خلفها وثب دبا)

(إذا ترامينَ به في سيرهِِ ... تحسبهُ منها على أنف الصبا)

ووصف النبي

[إناث الخيل بأعجب وصف في قوله (ظهورها حرز وبطونها كنز) وقال الأسعر الجعفي في معنى قول النبي]

ظهورها حرز:

(ولقد علمتُ على توقّيَّ الردَى ... أن الحصونَ الخيل لا مَدَر القرى)

<<  <  ج: ص:  >  >>