للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أو خلقٌ ينشقُّ عنه سمله ... ترى الغلامَ ساجياً لا يركله)

(يعطيهِ ما شاء وليس يسأله ... فوافت الخيل ونحن نشكله)

ويستحب في الخيل سعة المنخرين فمن أبلغ ما قيل في ذلك قول مزاحم بن طفيل العقيلي

(منخرٍ كوجار الثعلب الخرب ... )

فجعله خرباً ليكون أوسع. وقال العباس بن مرداس:

(مِلء الحزامين ملء العين ... ينفشُ عندَ الربو منخرين)

(كنفش كيرين بكفي قين ... )

ومن أبلغ ما قيل في طول عنق الفرس قول مزاحم العقيلي أيضاً كأن هاديه جذعٌ على شرفٍ فلم يرض أن جعلها جذعا حتى جعلها على شرف كصنيع الخنساء في قولها

(كأنه علمٌ في رأسه نار ... )

وقلت:

(بمعقودِ السراة على اندماج ... ومزرورِ القميصِ على انشمارِ)

(يُريكَ جبينهُ لمعانَ برقٍ ... وسائر جسمه لمعان قار)

(فيشبه تحتَ جُنح الليلِ ليلاً ... ويحكي الخالَ في خدِّ النهارِ)

(ويقبلُ حينَ يُقبلُ في سموّ ... ويُدبِرُ حينَ يُدْبرُ في انحدار)

(ويُمسك وهو كالغدن المعلى ... ويحضرُ وهو كالمسد المغار)

(يلوحُ البدرُ منهُ في جبينٍ ... وتتضحُ الثريا في عذارِ)

وقد أبدع القائل في وصف فرس أبلق أغر فقال:

(وكأنما لطمَ الصباحُ جبينه ... فاقتصى منه فخاضَ في أحشائه)

إلا أنه أساء في العبارة وذلك أن اللطم لا يكون إلا على الخد وضرب الجبين لا يسمى لطماً والقصاص يكون بمثل الفعل فالقصاص باللطم اللطم لا الخوض في الأحشاء. وقال ابن دريد وأحسن في وصف الغرة والتحجيل:

(كأنما الجوْزَاءُ في أرْساغِهِ ... والنجمُ في جبهتهِ إذا بدا)

ونحوه قول كشاجم

<<  <  ج: ص:  >  >>