للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(خوص كأشباح الحنايا ضُمَّر ... يَرْعُفنَ بالأمشاج من جذب البري)

(يرسُبن في بحر الدُّجى وفي الضحى ... يطفون في الآلِ إذا الآل طفا)

ومن غريب ما قيل في عين الناقة قول ذي الرمة:

(كأنما عينها منها وقد ضمرت ... وضمها السير في بعضِ الأضى ميمُ)

فشبهها بالميم لاستدارتها وغورها، والأضى الواحدة أضاة وهي الغدير، وقد قصر بذي الرمة علمه بالكتابة.

أخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن العلاء بن عبد الله بن الضحاك عن الهيثم بن عدي قال قرأ حماد الراوية على ذي الرمة شعره فرآه ترك في الخط لاماً فقال له ذو الرمة أكتب لاماً فقال حماد وإنك لتكتب قال لا أكتم عليك فإنه كان يأتي باديتنا خطاط فعلمنا الحروف تخطيطاً في الرمل في الليالي المقمرة فاستحسنتها فثبتت في قلبي ولم تخطها يدي. ودخل أبو تمام على المأمون في زي أعرابي فأنشده:

(دمنٌ ألمَّ بها فقالَ سلامُ ... كم حلَ عقدهُ صبرهِ الالمامُ)

فجعل المأمون يتعجبُ من غريب ما يأتي به من المعاني ويقول ليس هذا من معاني الأعراب فلما انتهى إلى قوله:

(هُنَّ الحَمامُ فإن كسرتَ عِيافةً ... من حائهنَّ فإنهنَّ حِمامُ)

فقال المأمون الله أكبر كنتَ يا هذا قد خلطت علي الأمر منذ اليوم وكنت حسبتك بدويا ثم تأملت معاني شعرك فإذا هي معاني الحضريين وإذا أنت منهم فقصر به ذلك عنده. وقال أبو نواس في وصف الناقة:

(ولقد تجوب بي الفلاةَ إذا ... صامَ النهارُ وقالتِ العُفُر)

(شدنيةٌ رعتِ الحمى فأتت ... ملءَ الجبالِ كأنّها قصْرُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>