للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(نؤمُّ أبا الحسين وكان قدما ... فتى أعمارُ موعدة قصارُ)

(تحنُ عِداته أثر التقاضي ... وتنتجُ مثل مانتج العِشارُ)

وأخبرنا أبو أحمد عن الصولي عن المغيرة بن محمد قال كلم المأمون في الحسين ابن الضحاك الخليع أن يردَ عليهِ رزقه فقال المأمون: أليسَ هو القائل في الأمين:

(فلَا فرحَ المأمون بالملك بعدَه ... ولا زال في الدنيا طريداً مشردا)

فما زالوا به حتى أذن له أن ينشده فأنشده:

(ابن لي فإني قد ظمئتُ إلى الوعدِ ... متى تنُجز الوعدَ المؤكّد بالعهدِ)

(أُعيذك من صدَ الملوك وقد ترَى ... تقطع أنفاسي عليك من الوجدِ)

(فما لي شفيعٌ عندَ حُسنك غيرهُ ... ولا سببٌ إلا التمسك بالوُدَّ)

(أيبخلُ فرد الحسنِ فرد صفاتِه ... عليّ وقد أفردته بهوى فردِ)

فاستحسن الناسُ هذا التشبيب فلما قال:

(رأى اللهُ عبد الله خير عباده ... فملكهُ واللهُ أعلم بالعبدِ)

قال هذه بتلك وقد عفونا عنك. فقال يا أمير المؤمنين فأتبع عفوك بإحسانك فأمر برد أرزاقه عليه وكانت في كل شهر خمسمائة دينار فقال المأمون لولا أني نويت العفو عنه وجعلت ذلك وعداً له من قبل ما فعلته، وإنما ذكر العهد في تشبيبه فذكرنيه. وماأحسن ما قاله بعض ملوك العجم: البخل بعد وعد يضعف قبحه على البخل قبله فما قولك في أمر البخل أحسن منه وأجمل.

[ما قيل في الضحك والبشر عند السؤال]

أول من أتى بذلك زهير في قوله:

(تراهُ إذا ما جئته مُتهلِّلاً ... كأنك مُعطيه الذي أنت سائلُهْ)

ولو قال مكان (إذا ما جئته) (إذا ما سألته) لكان أجود. ومن الجيد في ذلك قول أبي نواس:

<<  <  ج: ص:  >  >>