للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يجودُ بالنفس إن ضنَ الجوادُ بها ... والجودُ بالنفس أقصى غايةِ الجودِ)

وأول من جاء بهذا المعنى علقمة بن عبدة:

(تجودُ بنفس لإيجادُ بمثلها ... فأنتَ بها يومَ اللقاءِ خصيبُ)

وهذا مثل قول يزيد بن أبي يزيد الشيباني من جاد بنفسه عند اللقاء وبماله عند العطاء فقد جاد بنفسيه كلتيهما وقال أعرابي من جاد بماله فقد جاد بنفسه وإن لا يكن جاد بها فقد جاد بقوامها. وقال علي بن الجهم:

(طلبت هديةً لك باحتيالي ... على ما كانَ من حسي ونسي)

(فلما لم أجِدْ شيئاً نَفيساً ... يكونُ هديةً أهديتُ نفسي)

وكتب العباس بن حرب إلى بعض الأمراء وأهدى إليه هديه: لا أعلم بمنزله توحشه من الأمير أعزه الله ولا توحشه مني أنا موقر من بلائه وفي الطاعة له كيده وفي المودة له كنفسه وفي الخاصة كأحد أهله وإنما ألطفه من ماله وقد بعثت إليه ما يصلح ليومه وأهديت له نفسي التي هي لبذلته وخدمته. قال أبو تمام:

(ولو لم يكن في كفهِ غيرُ نفسهِ ... لجادَ بها فليتقِِ اللهَ سائِله)

وقد أنكر خلف بن خليفة إهداء النفس: قدم أخ له من سفر فاقتضاه خلف الهدية فقال أهديت نفسي فقال خلف:

(أتانا أخٌ من غَيبةٍ كان غابها ... وكنتُ إذا ما غابَ أنشدهُ الركبا)

(فقلتُ لهُ هل جئتنا بهديةٍ ... فقال بنفسي قلتُ انحفْ)

(هيَ النفسُ لا آسى عليها إذا نأت ... ولا أتمنى ما حييتُ لها قُربا)

(إذا هي وافت من ثمانينَ قامةً ... فلا السهلَ لقاها الآلةُ ولا الرحبا)

<<  <  ج: ص:  >  >>