للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْهُ، ثمَّ الْتفت إِلَى قَاضِي الْقُضَاة أبي عمر، فَسَأَلَهُ فتنحنح القَاضِي لاصلاح صَوته، ثمَّ قَالَ: قَالَ الله تَعَالَى: {وَمَا أَتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا} وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتَعِينُوا فِي الصناعات بِأَهْلِهَا.

والأعشى هُوَ الْمَشْهُور بِهَذِهِ الصِّنَاعَة فِي الْجَاهِلِيَّة وَقد قَالَ:

(وكأس شربت على لَذَّة ... وَأُخْرَى تداويت مِنْهَا بهَا)

ثمَّ تلاه أَبُو نواس فِي الْإِسْلَام فَقَالَ:

(دع عَنْك لومي فان اللوم إغراء ... وداوني بِالَّتِي كَانَت هِيَ الدَّاء)

فأسفر حِينَئِذٍ وَجه حَامِد، وَقَالَ لعَلي بن عِيسَى: مَا ضرك يَا بَارِد أَن تجيب بِبَعْض مَا أجَاب بِهِ قَاضِي الْقُضَاة

وَقد استظهر فِي جَوَاب الْمَسْأَلَة بقول الله تَعَالَى أَولا، ثمَّ بقول الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسلم ثَانِيًا، وَبَين الْفتيا وَأدّى الْمَعْنى وتفصى من الْعهْدَة، فَكَانَ خجل عَليّ بن عِيسَى من حَامِد بِهَذَا الْكَلَام أَكثر من خجل حَامِد مِنْهُ لما ابتدأه بِالْمَسْأَلَة.

[١٠٩] وَيَقُولُونَ لمن أَصَابَته الْجَنَابَة: قد جنب، فيوهمون فِيهِ، لِأَن معنى جنب أَصَابَته ريح الْجنُوب، فَأَما من الْجَنَابَة، فَيُقَال فِيهِ: قد أجنب.

وَجوز أَبُو حَاتِم السجسْتانِي فِي جنب، واشتقاقه من الْجَنَابَة وَهِي الْبعد، فَكَأَنَّهُ

<<  <   >  >>