للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَمَحْمُول على أَنه جعل ابْنَتهَا جَارة لَهَا، لتَكون الآخر من جِنْسهَا، وَلَوْلَا هَذَا التَّقْدِير لما جَازَ أَن يعقب ذكر النبت بالجارات، بل كَانَ يَقُول: وَصلى على بناتها الْأُخَر.

وَيَقُولُونَ فِي جمع بَيْضَاء وسوداء وخضراء: بيضاوات وسوداوات وخضراوات، وَهُوَ لحن فَاحش، لِأَن الْعَرَب لم تجمع فعلاء الَّتِي هِيَ مؤنث أفعل بِالْألف وَالتَّاء، بل جمعته على فعل، نَحْو خضر وسود وصفر وبيض، كَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآن: {وَمن الْجبَال جدد بيض وحمر مُخْتَلف ألوانها وغرابيب سود} وَالْعلَّة فِيهِ انه لما كَانَ هَذَا النَّوْع من الْمُؤَنَّث على غير لفظ الْمُذكر ومبنيا على صِيغَة أُخْرَى قل تمكنه، وَامْتنع من الْجمع بِالْألف وَالتَّاء، كَمَا امْتنع مذكره من الْجمع بِالْوَاو وَالنُّون.

فَأَما قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَيْسَ فِي الخضروات صَدَقَة فالخضروات هُنَا لَيست بِصفة بل هِيَ اسْم جنس للبقلة، وفعلاء فِي الْأَجْنَاس تجمع بِالْألف وَالتَّاء، نَحْو: بيداء وبيداوات وصحراء وصحراوات، وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت صفة خَارِجَة عَن مؤنث أفعل نَحْو: نفسَاء ونفساوات.

[١١٢] يَقُولُونَ: السَّبع الطول بِكَسْر الطَّاء، فيلحنون فِيهِ لِأَن الطول هُوَ الْحَبل، وَوجه الْكَلَام أَن يُقَال: السَّبع الطول، بِضَم الطَّاء، لِأَنَّهَا جمع الطُّولى،

<<  <   >  >>