للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَن المعتصم بِاللَّه حِين شرع فِي إنشائها ثقل ذَلِك على الْعَسْكَر، فَلَمَّا انْتقل بهم إِلَيْهَا سر كل مِنْهُم برؤيتها، فَقيل فِيهَا: سر من رأى، ولزمها هَذَا الِاسْم وَعَلِيهِ قَول دعبل فِي ذمها:

(بَغْدَاد دَار الْمُلُوك كَانَت ... حَتَّى دهاها الَّذِي دهاها)

(مَا سر من را بسر من رابل ... هِيَ بؤس لمن راها)

وَعَلِيهِ أَيْضا قَول عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر فِي صفة الشعري:

أَقُول لما هاج قلبِي الذكرى

واعترضت وسط السَّمَاء الشعري)

(كَأَنَّهَا ياقوتة فِي مدرى ... مَا أطول اللَّيْل بسر من را)

فَنَطَقَ الشاعران باسمها على وَضعه، وسابق صيغته وَإِن كَانَا قد حذفا همزَة: رأى لإِقَامَة الْوَزْن وَتَصْحِيح النّظم.

[١٨٥] وَيَقُولُونَ لما يجمد من فرط الْبرد: قريض بالصَّاد، فيوهمون فِيهِ كَمَا وهم بعض الْمُحدثين فِيمَا كتب إِلَى صديق لَهُ يَدعُوهُ:

(عندنَا قبح مصوص ... وَلنَا جدي قريص)

(وَمن الْحَلْوَاء لونان ... عقيد وخبيص)

(ونبيذ لَو خرطناه ... أَتَت مِنْهُ فصوص)

<<  <   >  >>