للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويماثل ذَلِك اختيارهم أَن يكْتب الْحَارِث بِحَذْف الْألف مَعَ لَام التَّعْرِيف وبإثباتها عِنْد التنكير لِئَلَّا يشْتَبه بحرث.

وَمن قبيل مَا تثبت الْألف فِيهِ فِي موطن، وتحذف فِي موطن: صَالح وَمَالك وخَالِد، فَتثبت الْألف فِيهَا، إِذا وَقعت صِفَات كَقَوْلِك: زيد صَالح، وَهَذَا مَالك الدَّار، وَالْمُؤمن خَالِد فِي الْجنَّة.

وتحذف الْألف مِنْهَا إِذا جعلت أَسمَاء مَحْضَة.

وَمن شذور هَذَا السمط أَيْضا أَنهم يَكْتُبُونَ هاذاك وهاتاك بِحَذْف الْألف، مقايسة على حذفهَا فِي هَذَا وَهَذِه، ويوهمون فِيهِ، لِأَن هَا الَّتِي للتّنْبِيه لما وصلت بذا جعلا كالشيء الْوَاحِد، فحذفت الْألف من هَا لهَذِهِ الْعلَّة، فَإِذا اتَّصَلت بِالْكَلِمَةِ كَاف الْخطاب اسْتغنى بهَا عَن حرف التَّنْبِيه، فَوَجَبَ لذَلِك فَصله عَن اسْم الْإِشَارَة واثبات الْألف فِيهِ.

فَأَما ثَلَاث، فَإِن أفرد كَقَوْلِك: بِعْت من النوق ثَلَاثًا كتب بِالْألف لاتقاء اللّبْس فِيهِ بِثلث، وَإِن أضيف أَو وصف كَقَوْلِك: حلبت ثلث نُوق، وَمَا فعلت النوق الثُّلُث، كتب بِحَذْف الْألف لارْتِفَاع اللّبْس فِيهِ، وَكَذَلِكَ تكْتب ثلثة وثلثين بِحَذْف الْألف لِأَن عَلامَة الْجمع الملتحقة بآخرهما منعت من إِيقَاع اللّبْس فيهمَا.

وَمِمَّا يوهمون فِيهِ كتبهمْ الْحَيَاة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة بِالْوَاو فِي كل موطن، وَلَيْسَ ذَلِك على عُمُومه لوُجُوب إِثْبَات الْألف فِيهَا عِنْد الْإِضَافَة وَمَعَ التَّثْنِيَة، كَقَوْلِك: حياتك وزكاتك وصلاتك وصلاتان وزكاتان، وَإِنَّمَا فعل ذَلِك لِأَن الْإِضَافَة والتثنية فرعان على الْمُفْرد، وَقد يجوز فِي الأَصْل مَا لَا يجوز فِي الْفَرْع.

[٢١٨] وَمن ذَلِك أَنهم يَكْتُبُونَ كلما مَوْصُولَة فِي كل موطن، وَالصَّوَاب أَن تكْتب مَوْصُولَة إِذا كَانَت بِمَعْنى كل وَقت، كَقَوْلِه تَعَالَى: {كلما أوقدوا نَارا للحرب أطفأها الله} .

وَإِن وَقعت مَا المقترنة بهَا موقع الَّذِي كتبت مفصولة، نَحْو كل مَا

<<  <   >  >>