للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(نلقاهم وهم خضر النِّعَال كَأَن ... قد نشرت كتفيها فيهم الضبع)

(لَو صاب وَادِيهمْ رسل فأترعه ... مَا كَانَ للضيف فِي تغميره طمع)

أَرَادَ أَنهم لَو أخصبت أَرضهم حَتَّى سَالَ وَادِيهمْ لَبَنًا، لما سقوا الضَّيْف مذقة مِنْهُ، والتغمير أقل الشّرْب، لاشتقاقه من الْغمر وَهُوَ أَصْغَر الأقداح.

[٧٥] وَيَقُولُونَ لمن يكثر السُّؤَال من الرِّجَال: سَائل وَمن النِّسَاء سَائِلَة، وَالصَّوَاب أَن يُقَال لَهما سَأَلَ وسألة، كَمَا أنْشد بَعضهم فِي الْخمر:

(سألة للفتى مَا لَيْسَ فِي يَده ... ذهابة بعقول الْقَوْم وَالْمَال)

(أَقْسَمت بِاللَّه أسقيها وأشربها ... حَتَّى تفرق ترب الأَرْض أوصالي)

يَعْنِي: أَقْسَمت بِاللَّه لَا أسقيها، فاضمر لَا كَمَا أضمرت فِي قَوْله تَعَالَى: {تالله تفتأ تذكر يُوسُف} أَي لَا تفتأ.

وَأكْثر مَا تضمر فِي الْأَقْسَام كَمَا قَالَت الخنساء:

(فآليت آسى على هَالك ... واسأل نائحة مَالهَا)

أَي لَا آسى وَلَا أسأَل.

وَقد تضمر فِي غير الْقسم كَقَوْل الراجز لِابْنِهِ:

(أوصيك أَن يحمدك الْأَقَارِب ... وَيرجع الْمِسْكِين وَهُوَ خائب)

أَي وَلَا يرجع.

وكما أَنهم أضمروا لَا فقد استعملوها زَائِدَة على وَجه الفصاحة وتحسين الْكَلَام، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: {مَا مَنعك أَلا تسْجد إِذْ أَمرتك} ، وَالْمرَاد بِهِ: مَا

<<  <   >  >>