للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الله مثله (بإسكان اللام) وإنما التخفيف في المضموم والمكسور يقال في رجُل رجْل وفي مَلِك مَلْك، وفي كرُم الرجل كرْم، وفي علم ذاك علم.

[فواعلة]

لم يأت على لفظ السواسوة إلا المقاتوة جمع مَقْتَويّ وهو الذي يخدم الناس بطعام بطنه، والسواسوة: القوم المستوون في الشر.

[ياء التصغير]

لا تدخل ياء التصغير إلا ثالثة، وإنما أتت رابعة في حرف احد، وهو قولهم: اللُّغَّيزي للجحر من حجرة اليربوع، ولذلك قال النحويون: ليس مصغرا.

[لفظ المؤنث للمذكر]

لم يأت مؤنث على المذكر إلا في ثلاثة أحرف في التاريخ صمت عَشْراً، ولا تقل عشرة ومعلوم أن الصوم لا يكون إلا بالنهار.

وفي الحديث: ((من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال)) وتقول سرت عشرا من يوم وليلة.

والثاني أنك تقول: الضَّبُع للمؤنث وللمذكر ضِبْعان، فإذا جمعت بين الضبع والضِّبعان قلت ضَبْعان، ولم تقل ضبعانان كرهوا الزيادة.

والثالث أن النفس مؤنثة فيقال: ثلاثة أنفس على لفظ الرجال ولا يقولون: ثلاث أنفس إلا إذا ذهبوا إلى لفظ نفس أو معنى نساء، فأما إذا عنيت رجالا قلت: عندي ثلاثة أنفس.

[فعللان للمذكر]

ليس في كلامهم ما قيل في مذكره إلا بالضم نحو العُقْرُبان: ذكر العقارب، والثُّعْلُبان: ذكر الثعالب، والأُفْعُوان: ذكر الأفاعي إلا في حرف واحد، قالوا: الضِّبْعان في ذكر الضباع، ولم يقل أحد: لِمَ ذلك.

وقلت في ذلك قولا بقي سيف الدولة وأصحابه يناظرونني عليه عشر سنين ولا يفهم عني ما اعتللت به وذلك أن الضِّبعان شبيه بالسِّرْحان وهو الذئب، والذئب أيضا ذكر الضَّبُع لأنه يسفدها كما يسفدها الضبع، ويقال لولدها منه الفُرْعُل، وصغِّر تصغيره، وجمع جمعه فقالوا: ضُبَيعين كما قولوا، سُرَيحين وقالوا: ضَباعين كما قالوا: سَراحين فلما كانا جميعا ذكَرى الضبع وفق بين لفظيهما.

وهذا حسن جدا في الاعتلال للغة فكان سيف الدولة يقول في كل وقت: هات كيف قلت الضبعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>