للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعا ... لنازلة أو كان يُغْني التَّذَلُّلُ)

(لكان التعزِّي عند كل مصيبة ... ونازلةٍ بالحر أوْلَى وأجْمَل)

(فكيف وكل ليس يعدو حمامه ... وما لامرىء عما قضى الله مَزْحَل)

(فإن تكن الأيام فينا تبدَّلَت ... بِبُؤْسَى ونعمى والحوادث تفْعل)

(فما ليَّنَتْ منا قناة صليبة ... ولا ذلّلَتْنا للتي ليس يَجْمُل)

(ولكن رَحَلْناها نفوسا كريمة ... تُحَمَّل ما لا يستطاع فتحمل)

(وقَيْنَا بعزم الصبرِ مِنَّا نفوسَنَا ... فَصَحَّتْ لنا الأعراض والناس هُزَّل) قال أبو بكر قال عبد الرحمن قال عمي: فقمت والله وقد أنسيت أهلي، وهان علي طول الغربة، وشظف العيش سرورا بما سمعت.

ثم قال لي: يا بُنيَّ مَنْ لم تكن استفادةُ الأدب أحبَّ إليه من الأهل والمال لم يَنْجُب.

وقال محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترقيص: حدثنا أبو رياش عن الرياشي عن الأصمعي قال: كنت أغشى بيوت الأعراب أكتب عنهم كثيرا حتى أَلِفوني، وعرفوا مُرادي، فأنا يوما مارٌّ بَعذَارى البصرة، قالت لي امرأة: يا أبا سعيد ائت ذلك الشيخ، فإنَّ عنده حديثا حسنا، فاكتبه إن شئت.

قلت: أحسن الله إرشادَك فأتيت شيخا هِمّاً فسلمت عليه، فرد عليَّ السلام، وقال: من أنت قلت: أنا عبد الملك بن قُرَيْب الأصْمَعي، قال: ذُو يتتبع الأعراب فيكتب ألفاظهم قلت: نعم، وقد بلغني أن عندك حديثا حسنا مُعْجباً رائعا وأخبرني باسمك ونسبك، قال نعم، أنا حذيفة بن سور العَجلاني، ولد لأبي سبعُ بنات متواليات، وحملت أمي: فقلق قلقا كاد قلقه يفلُق حبةَ قلبه، من خوف بنت ثامنة، فقال له شيخ من الحي: ألَا استغثت بمَنْ خَلَقهنّ أن يكفيك مؤْنتهن قال: لا جَرَم لا أدعوه إلا في أحب البقاع إليه فإنه كريم لا يضيع قَصْد قاصديه، ولا يخيب آمال آمليه فأتى البيت الحرام وقال: [// من الرجز //]

(يا رب حسبي من بناتٍ حَسْبي ... شيَّبن رأسي وأكلن كَسْبي)

(إن زدتني أخرى خلعتَ قلبي ... وزدتني هما يَدُقُّ صلبي) فإذا بهاتف يقول [// من الرجز //]

(لا تقنطن غشيت يا بن سور ... بذَكَرٍ من خيرة الذُّكور)

<<  <  ج: ص:  >  >>