للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رحلة الشعر في القبائل]

وكان شعراء الجاهلية في ربيعة أولهن المهلهل وهو خال امرىء القيس بن حُجْر الكِنْدِيّ، والمُرَقِّشان، والأكبر منهما عم الأصغر والأصغر عم طَرَفة بن العبد، واسم الأكبر عَوْف بن سعد، واسم الأصغر عمرو بن حَرْملة، وقيل ربيعة بن سفيان.

ومنهم سعد بن مالك، وطَرَفة بن العبد، وعَمْرو بن قَمِيئة، والمتلمِّس، وهو خال طرفة، والأَعْشى والمُسَيِّب بن عَلَس، والحارث بن حلِّزة.

ثم تحوَّل الشعر في قَيس، فمنهم النابغتان وزهير بن أبي سلمى، وابنه كعب، ولبيد، والحطيئة والشَّمَّاخ، وأخوه مُزَرِّد، وخِدَاش بن زهير.

ثم آل إلى تميم فلم يزل فيهم إلى اليوم ومنهم كان أَوْس بن حَجَر شاعر مُضَر في الجاهلية، لم يتقدمه أحد منهم حتى نشأ النابغة وزهير فأخملاه، وبقي شاعرَ تميم في الجاهلية غير مدافَع وكان الأصمعي يقول: أوْس أشعر من زُهَير ولكن النابغة طَأطأ منه، وكان زهير راوية أَوْس، وكان أوس زوج أم زهير.

[اختلاف العلماء في أولية الشعر]

وقال عمر بن شبة في طبقات الشعراء: للشعر والشعراء أولٌ لا يُوقَفُ عليه وقد اختلف في ذلك العلماء، وادَّعت القبائلُ كل قبيلة لشاعرها أنه الأول، ولم يدعوا ذلك لقائل البيتين والثلاثة لأنهم لا يُسَمون ذلك شعرا، فادعت اليمانية لامرىء القيس، وبنو أسد لعبيد بن الأبرص، وتَغْلِب لِمُهَلْهل، وبكر لعمرو بن قَمِيئة والمرقِّش الأكبر وإياد لأبي دُؤَاد.

قال: وزعم بعضهم أن الأفوه الأوْدِي أقدمُ من هؤلاء، وأنه أول من قَصَّد القصيد قال: وهؤلاء النفر المدَّعى لهم التقدم في الشعر متقاربون، لعل أقدَمهم لا يسبق الهجرة بمائة سنة أو نحوها.

وقال ثعلب في أماليه: قال الأصمعي: أول مَنْ يُروَى له كلمة تبلغ ثلاثين بيتا من الشعر مهلهل، ثم ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم، ثم ضَمْرة، رجل من بني كنانة، والأضبط بن قريع.

قال: وكان بين هؤلاء وبين الإسلام أربعمائة سنة، وكان امرؤ القيس بعد هؤلاء بكثير.

وقال ابن خالويه في كتاب ليس: أول من قال الشعر ابن حذام.

<<  <  ج: ص:  >  >>