للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الجُمحي: سأل عكرمة بن جرير أباه جريرا: مَنْ أشعر الناس قال: أعَن الجاهلية تَسألني أم الإسلام قال: ما أردت إلا الإسلام، فإذْ ذكرتَ الجاهلية فأخْبِرني عن أهلها.

قال: زهير شاعرهم، قال: قلت: فالإسلام قال: الفرزدق نَبْعة الشعر، قلت: والأخطل قال: يجيد مدح الملوك، ويصيب صفة الخمر، قلت: فما تركتَ لنفسك قال: دعني فإني نحرت الشعر نحرا.

وسئل الفرزدق مرة: من أشعر العرب فقال: بشر بن أبي خازم، قيل له: بماذا قال: بقوله:

(ثوى في مَلْحَدٍ لا بد منه ... كفى بالموت نأيا واغترابا) // الوافر // ثم سئل جرير، فقال: بِشر بن أبي خازم، قيل له: بماذا قال: بقوله:

(رهين بِلًى وكلُّ فَتًى سيْبَلَى ... فَشُقِّي الجيبَ وانْتَحبي انتحابا) // الوافر // فتفقا على بِشْر بن أبي خازم كما ترى.

وكتب الحجاجُ بنُ يوسف إلى قُتيبة بن مسلم يسألُه عن أشعر الشعراء في الجاهلية، وأشعر شعراء وقته، فقال: أشعرُ الجاهلية امرؤ القيس، وأَضْربَهُم مثلا طَرَفَة وأما شعراء الوقت فالفرزدق أفخرُهم، وجريرٌ أهجاهم، والأخطلُ أوصفهم.

وأما الحُطَيئة فسُئِل: مَنْ أشعر الناس فقال: أبو دؤاد حيث يقول:

(لا أعُدّ الإقتار عُدْماً ولكن ... فقد من قد رزئته الإعدام) // الخفيف // وهو وإن كان فحلا قديما، وكان امرؤ القيس يتوكأ عليه، ويَرْوِي شعره، فلم يقل فيه أحد من النُّقَاد مقالَة الحطيئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>