للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[أعرابي يصف فرسا]

وقال القالي: حدثنا أبو بكر بن دريد حدثني عمي عن أبيه، عن أبي الكلبي قال: ابتاع شاب من العرب فَرساً، فجاء إلى أمه وقد كُفّ بصرها، فقال: يا أمي إني قد اشتريت فرسا، قالت: صفه لي، قال: إذا اسْتَقبلَ فَظَبْيٌ نَاصِب، وإذا استدبر فهِقْلٌ خاضِب، وإذا استعرض فَسِيدٌ قارب، مُؤَلَّلُ المِسْمَعين، طامِحُ الناظرين مُذَعْلَقُ الصَّبِيَّيْن.

قالت: أجْوَدْت إنْ كنت أَعْربْتَ، قال: إنه مُشْرِفُ التَّليل، سَبْطُ الخَصِيل، وَهْوَاهُ الصَّهيل، قالت: أكرمت فَارْتبط.

قال القالي: الناصب: الذي نَصَب عنقه وهو أحسن ما يكون.

والهِقْل: الذكر من النعام.

والخَاضِب: الذي أكل الربيع فاحمرت طنبوباه وأطرافُ ريشه.

والسِّيد: الذئب.

ومُؤَلّل: مُحَدَّدُ.

وطامح: مشرف.

والذُّعلوق: نبت.

والصَّبيان: مجتمع لَحْيَيْه من مُقَدَّمِهما.

والتَّليل: العُنق.

والخَصيل: كل لحمة مستطيلة.

والوهوهة: صوت تقطعه.

[حديث لغلام]

قال القالي: حدثنا أبو بكر، قال: أخبرني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي قال: خرج رجل من العرب في الشهر الحرام طالبا حاجة، فدخل في الحِلّ، فطلب رجلا يستجير به، فَدَفع إلى أُغيْلمة يلْعبون، فقال لهم: من سيد هاذ الحِواء قال غلام منهم: أبي، قال: ومن أبوك قال: باعِث بن عَوَيْص العاملي، قال: صف لي بيت أبيك من الحِواء.

قال: بيت كأنه حَرّة سوداء، أو غمامة حَمّاء، بفنائه ثلاث أفراس أما أحدهما: فَمُفْرِع الأكتاف، مُتمَاحِل الأكناف، مَاثلٌ كالطِّراف.

وأما الآخر: فَذَيَّال جَوَّال صَهَّال، أمين الأوصال، أشم القَذَال.

وأما الثالث: فمُغار مُدْمَج، مَحْبُوك مُحَمْلَج، كالقَهْقَرِ الأدْعج.

فمضى الرجل حتى انتهى إلى الخِباء [فعقد زمام ناقته ببعض أطنابه وقال:] يا باعث، جارٌ عَلِقَتْ عَلَائِقُه، واستحكمت وثائقه فخرج إليه باعث فأجَاره.

<<  <  ج: ص:  >  >>