للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقوالهم، ويجعلون لازم المذهب في ظنهم مذهباً، كما نقل بعض هؤلاء المباهتين أن مذهب أحمد بن حنبل وأصحابه أن الله لا يرى يوم القيامة، قال لأنه يقول أنه لا يرى إلا الأجسام وقد قام الدليل على أنه سبحانه وتعالى ليس بجسم، فلا يكون مرئياً على قولهم، ونقل هذا أيضاً أن مذهبهم أن الله تعالى يجوز أن يتكلم بشيء ولا يعنى به شيئاً إلزاماً لهم من قولهم إنه لا يعلم تأويل المتشابه إلا الله وبهذا القول الباطل الذي لم يقله أحد من أهل الأرض وكما نقل هذا أو غيره من أهل البهتان أن مذهبهم أن الله جسم إلزاماً لهم بقولهم إن الله مستو على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه موصوف بصفات الكمال ا. هـ.

وانظر تحرير المقال د. عياض ص ٩٢، ومنهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد (٢/٧٢)

وأختم الكلام في هذا بما قال الإمام ابن القيم في النونية.

ولوازم المعنى تراد بذكره

وسواه ليس بلازم في حقه

إذقد يكون لزومها المجهول أو

لكن عرته غفلة بلزومها

ولذاك لم يك لازماً لمذاهب

فالمقدمون على حكاية ذاك

لا فرق بين ظهوره وخفائه

سيما إذا ما كان ليس بلازم

لا تشهدوا بالزور ويلكم على

بخلاف لازم ما يقول إلهنا

****

****

****

****

****

****

****

****

****

****

من عارف بلزومها الحقان

قصد اللوازم وهي ذات بيان

قد كان يعلمه بلا نكران

إذ كان ذا سهو وذا نسيان

العلماء مذهبهم بلا برهان

مذهبهم أولو جهل مع العدوان

قد يذهلون عن اللزوم الداني

لكن يظن لزومه بجنان

ما تلزمون شهادة البهتان

ونبينا المعصوم بالبرهان

والمؤلف رحمه الله يقول: بأن لوازم المعنى لا تكون مقصودة عند ذكره إلا ممن يعرف لزومها له، فهذا هو الذي يمكن أن يؤخذ بما يلزم ما يثبته من معان، وأما غيره ممن يجهل اللزوم بينهما فليس بلازم في حقه القصد إلى اللوازم عند ذكر المعنى مهما تكن اللوازم بينة واضحة، إذ قد

<<  <   >  >>