للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الوجه الأكمل (١) حتى يكون على علم بأسماء الله تعالى وصفاته

ليعبده على بصيرة قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ... [الأعراف: ١٨٠] وهذا يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة (٢) .

- فدعاء المسألة:

أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى ما يكون مناسباً مثل أن تقول: "يا غفور اغفر لي ويا رحيم ارحمني ويا حفيظ احفظني " ونحو ذلك (٣)


(١) لم يقل المؤلف على الوجه الواجب وإنما قال على الوجه الأكمل لأن الواجب هو عبادة الله إلا أن الأكمل هو أن يكون على علم بالأسماء والصفات.
(٢) ذهب كثير من المفسرين إلى أن المراد من الآية هو أن يسمى الله في الدعاء أي دعاء المسألة في تعريف المؤلف إلا أن المحققين على أن الدعاء نوعان: دعاء مسألة ودعاء عبادة وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم واختاره السعدي في تفسيره (٢/١٧٤) وقد درج المؤلف على هذا التقسيم وسيأتي تفصيل الكلام على هذه المسألة في الملحق
وقد استدل الألوسي على أن المراد هو التسمية قولنا: دعوته زيداً أو بزيد أي سميته
انظر تفسير الآلوسي (٩/١٢١) ، حاشية الجمل على الجلالين (٣/١٤٦)
وتفسير الشربيني (١/٥٣٩) ، وحاشية محي الدين زاده (٢/٢٨٦) وحاشية الشهاب على البيضاوي (٤/٤٠٨)
(٣) قوله يقدم من الأسماء ما يكون مناسباً أي ما يليق به كالأمثلة التى ضربها المؤلف، وكقولنا: يا هادي اهدني أو يا تواب تب على وغير ذلك، لكن لو خالف وقال: اللهم اغفر لي إنك أنت المنتقم واعطني فأنت الضار المانع فإنه لم يرتكب محرماً في الدعاء إلا أنه لم يتبع الأكمل كما هو ظاهر كلام ابن العربي (٢/٨١٦)
أما الإلحاد في الأسماء فإنه هو المحرم كما سيأتي وقال القاسمي في تفسيره (٧/٣٨) في قوله تعالى (فادعوه بها)

المعنى سموه بها، وفي ذلك أمر بدعائه بالأسماء الحسنى وهو أمر ندب إذا حمل على التلاوة بالتسعة والتسعين وحث على ذلك في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وإن أريد التسمية بما فيه مدح دون ما فيه إلحاد فذلك للوجوب
وقد نبه ابن العربي إلى أن بعض أسمائه عامة تصلح لأن يدعى بها في كل موضع وفي كل الأمور مثل: الله، والرب وقد تبعه على ذلك القرطبي (٧/٣٢٧)
وانظر الأسماء والصفات للأشقر ص ٣٤، وسيأتي تفصيل الأسماء في القاعدة السابعة

<<  <   >  >>