للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د- ... إن دعاء العبادة لا يكون إلا من مخلص وأما دعاء المسألة فيكون من مخلص وغير مخلص لأن الله تعالى يسأله من في السموات والأرض والكفار يسألون الله فيجيبهم

هـ - ... ولأن العبادة شكر لنعمة الله تعالى والله يحب أن يشكر، وأما الدعاء فهو طلب لفعله وتوفيقه، ويحصل بالشكر لله وعبوديته التوفيق والإعانة فكان الأولى الالتزام بالشكر حتى يحصل له الأمران ويشير إلى هذا قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: " من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين " (١)

ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى والثناء عليه بين يدي حاجته ثم يسأل حاجته.

و ... ثم إن العبادة هي الغاية المطلوبة لذاتها وهي التي خلقنا من أجلها، والسؤال وسيلة إليها والمقاصد والغايات أشرف من الوسائل.

ز - ... إن العلماء يختلفون في العاجز عن الفاتحة هل يقوم الدعاء المحض وهو دعاء المسألة مقام الذكر، إلي غير ذلك من الأدلة الكثيرة الدالة على فضل دعاء الثناء والعبادة

أدلة الفريق الثاني:

أ - قوله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة " (٢)

ب - وصفه صلى الله عليه وسلم: الدعاء بأنه مخ العبادة وأن ذلك لكونه يستدعي مزيد حضور قلبي دون سائر العبادات التي يغلب على المتعبد بها الغفلة والسهو


(١) رواه الترمذي وقال: حسن غريب (٥/٤٥) ، ورواه الدارمي (٣٣٥٦) ، والبيهقي في الأسماء والصفات (١/٣٧٢) ، وضعفه الألباني في السلسلة برقم (١٣٣٥) ، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ولم يصب (٣/٤٢١)
(٢) ... رواه البخاري في الأدب المفرد رقم (٧٣٥) ورواه الترمذي (٥/٣٨٦) وقال: حسن صحيح والحاكم (١/٦٦٧) وصححه ووافقه الذهبي، وصححه النووي في الأذكار ص ٣٤٥ وجود إسناده ابن حجر في الفتح (١/٤٩) وحسنه السخاوي كما في الفتوحات الربانية (٧/١٩١) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير رقم (٣٤٠٧) .

<<  <   >  >>